((السيمونية)) أحط طريقة يستخدمها البعض في الوصول إلى ما يريد منصب
كان أو عمل او جاه. وعادة يلجأ إلى السيمونية كل منحط لا مواهب له
ولا مزايا ولا مؤهلات ولا كفاءة.
السيمونية في بداية أمرها كانت اعطاء الرشوة مقابل الحصول على
امتياز ، وكان المال هو الوسيلة للوصول ، ولكن فيما بعد تنوعت
اساليب السيمونية فاستخدمت البغاء وشراء الضمائر والذمم والتهديد
بالتصفية والتشهير واسقاط سمعة من يقف معترضا في طريق الوصولي
.
في بداية المسيحية وبعد رحيل يسوع المسيح أنطلق حواريو يسوع للتبليغ
في انحاء الامبراطورية الرومانية واعطاهم يسوع القدرة بإذن الرب على
شفاء بعض الامراض والاتيان ببعض المعاجز التي تُثبت كونهم مأذونين
من قبل يسوع.
كان هناك ساحر في مدينة السامرة اسمه (سيمون السامري) ولد وعاش في
القرن الأول الميلادي كان يبتز الناس ويُخيفهم بابتداع مختلف أنواح
الحيل وكان الناس مفتونين بفنونه السحرية حتى أنهم قالوا عنه :
((هذا هو قوة الله العظيمة )).(1) ولكن عندما جاء تلاميذ يسوع
وعملوا بعض المعجزات ، انقطع رزق سيمون الساحر مما حداه إلى أن
يعتنق المسيحية لكي يحصل على القوة التي عند تلاميذ يسوع المسيح لكي
يُعزز بها السحر. فجاء سيمون إلى تلاميذ يسوع وأعطاهم صرة من
الدراهم الفضية قائلا لهم : ((أعطياني أنا ايضا هذا السلطان حتى أيّ
من وضعتُ عليه يديّ يقبل الروح القدس)). (2)
ولكن الرسول بطرس انتبه إلى ما يرمي إليه سيمون الساحر فوبخه وصاح
به قائلا : ((لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله
بدراهم. ليس لك نصيب ولا قرعة في هذا الأمر. لأن قلبك ليس مستقيما
أمام الله تب من شرّك لأني أراك في رباط الظلم)).(3)
من هذه الحادثة تأتي كلمة ((السيمونية)) والتي تم تعريفها فيما بعد
بـ ( خطيئة بيع وشراء مناصب أو ترقيات كنسيّة ). وعلى ضوء ذلك تقول
دائرة المعارف الكاثوليكية الجديدة : ((أنه بين القرنين الـ 9 و الـ
11 أفسدت السيمونية الأديرة ورجال الأكليروس وجماعة الأساقفة وحتى
البابوية)) . (4)
ولكن دائرة المعارف البريطانية باحت بالأسرار التي كانت تحيط
بانتخاب البابا فقالت : ((ان دراسة تاريخ مجامع الكرادلة المقفلة
لانتخاب البابوات تُقنع المرء أنه لم يحصل انتخاب واحد دون أن تلطخه
السيمونية ، وفي عدد كبير من الحالات كانت تُمارَس في هذه المجامع
اشنع أنواع السيمونية والأكثر علنية)) . (5)
انطلاقا من كل ذلك نرى البابا بندكتيوس استقال من مصبه الرباني
البابوي ، لأن هذا المنصب اصبح يُباع ويُشترى فيحصل عليه كل من يدفع
اكثر ، واصبح الآن الدفع ليس مالا إنما مواقف سياسية او قرارات تخدم
اغراض ودول معينة ، كما أن البابا يوحنا بولص الثاني حصل على منصب
البابوية بدعم اللوبي اليهودي مقابل أن يوافق على حروب امريكا
ويُصدر فتوى تُبرئ اليهود من دم المسيح على رغم أنف الكتاب المقدس
الذي يذكر بكل وضوح تآمر اليهود والتسبب في قتل يسوع المسيح .
وتبقى دولة الفاتيكان محاطة باسوار الريبة والشك وتدور حولها الكثير
من علامات الاستفهام التي لو اطلع عليها الناس لماتوا رعبا من هولها
.
وقد حذر يسوع المسيح من هؤلاء فقال في إنجيل متى 7: 15
((اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ
يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل
ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ))
المصادر ــــــــــــــــــــــ
1- سفر أعمال الرسل الإصحاح 8 : 9 ـ 11 .
2- سفر أعمال الرسل الإصحاح 8 : 13 ـ 19.
3- سفر أعمال الرسل الإصحاح 8 : 20 ـ 23.
4- دائرة المعارف الكاثوليكية . انظر كلمة السيمونية .
5- دائرة المعارف البريطانية ، الطبعة التاسعة سنة 1878 ، والمعاد
طبعها بنفس الترتيب وانظر كلمة سيمونية .