سألني احد الاخوة هذا السؤال فقال : ((انا لا اعرف ولم اجد جوابا على سؤالي الذي هو لماذا رجال الدين المسيحيين يعزفون عن الزواج ؟؟؟))
أخي الطيب ليس كل رجال الدين المسيحي يعزفون عن الزواج فهناك مذاهب مسيحية اجرت اصلاحات جذرية حيث يتزوج الجميع بلا استثناء . ولكن سبب عزوف رجال الدين المسيحي عن الزواج هو ليس تأسيا بيسوع الذي ابهم الكتاب المقدس امره فلم يُبين لنا هل هو متزوج أو لا . ولكن بولس (( مسيلمة المسيحية الكذاب)) هو الذي دس عقائد عجيبة في المسيحية في ((انجيله)) الملئ بالخزعبلات ومن هذه الخزعبلات أنه يأمر الرجال أن يكونوا مثله بلا زوجة ولو عُرف السبب بطل العجب . لأن بولس كان شاذ جنسي ـــ مأبون ـــ فهو يقول عن نفسه ذلك ولذلك لم يكن له رغبة في النساء .
ومن هذا المنطلق امر المسيحيين بأن يكونوا مثله بلا لوم وبلا زوجة كما في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: ((وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا: فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. لأَنِّي أُرِيدُ أَنْ تكونوا مثلي. وَلكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ، إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا )). فهو يقول لهم : كونوا مثلي أنا لا تمسوا امرأة . ولم أجد غير هذا تفسيرا في طول المسيحية وعرضها حتى أني سألت بعض الآباء عن ذلك. فكان جوابهم بأنهم يتأسون بالرسول بولس الذي ضحى من اجل نشر رسالة المسيح . ولكني متأكدة واقول ذلك بألم بأن رجال الدين المسيحي من اكبر الخونة والفساق وزنا الرهبان والراهبات مشهور تحدث عنه التاريخ ، وأرخه الشعراء .
وهناك البتولية التي أشرت لها والتي ليس لها اصل في الكتاب المقدس وهو أن يُطلب من كل من ينتمي إلى سلك الرهبان أن يبقى عازبا طيلة أيام حياته تأسيا ببتولية مريم وابنها ويُطلب منه أن ((لاينقض نذر التبتل))وإذا ما حاول احد الرهبان او الراهبات تحت ضغط الغريزة والحاحها أن يتزوج ولو سرا وتم كشفه فإنه يُعتبر ناقض للنذر ويُطرد من سلك الكهنوت . ولكن إذا مارس القس او القسيسة الزنا واللواط كما يقول الدكتور نينولوبيلّو : (( إذا انهمك كاهن أو راهب او راهبة في علاقات جنسية مشبوهة . فيُمكن أن تُغفر العلاقات الجنسية بالتكلم باخلاص عند كرسي الاعتراف فيُغفر له . في حين أن زواج كاهن لا يحضى حتى باعتراف الكنيسة وغفرانها)) (1)
ونتيجة لذلك فإن الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تدفع كل سنة مليارات الدولارات لإسكات اصوات عوائل ضحايا الاطفال المغتصبين من قبل الرهبان كما تقول دائرة المعارف البريطانية : (( أن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تدفع مئآت الملايين من الدولارات لتسوية قضايا إساءات جنسية ارتكبها رجال دين وقالت : أن موت عدد من رجال الدين المسيحيين بمرض الإيدز فضح وجود كهنة لواطيين ، ولفتت الانتباه إلى أن عددا غير محدود من اللواطيين يصيرون كهنة )) (2)
فالتبتل والترهب لم يأمر به احد سوى بولس ولذلك قال القرآن المقدس : (( ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم )) (3)
ولم يكتف بولس الكذاب بهذا . بل حرم فئة عظيمة من المجتمع من الزواج وخصوصا المطلقات والارامل كما في رسالته إلى تيموثاوس الأولى 5 : 11 حيث يقول : (( أما الأرامل الحدثات فأرفضهن لأنهن متى بطرن على المسيح يُردن أن يتزوجن )) وكذلك حرم الكتاب المقدس الزواج من المطلقة فقال في متى 6 :32 (( من تزوج بمطلقة فهو يرتكب الزنا)) وهذا ما أكده كتاب الحياة حيث اعتبر من تتزوج برجل آخر بعد طلاقها تعتبر هي والرجل زناة (4)
واختم هذا البحث بهذه القصة الطريفة التي أوردها ياقوت الحموي فقال : ((دير العذارى إنما سُمّي بذلك لأن فيه راهبات متبتلات عذارى نذرن انفسهم للعذراء وهن سكانه وقطانه فسُمي الدير بهن . وروى أن جماعة من اللصوص مروا على الدير ليلا واقتحموا الدير وشدوا القس بالحبال لكي يُمارسوا الجنس بالراهبات الأبكار، وإذا بهن ثيّبات كلهن قد فرغ منهن القس قبلهم، فقال اللصوص شعرا فيهن :
ودير العذارى فضوح لهن ــــ وعند القسوس حديثٌ غريب
خلونا بعشرين صوفية ــــ ونكح الرواهب امرٌ غريب . (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- كتاب وثائق الفاتيكان ، تأليف نينولوبيلّو ، طبعة انكلترا .
2- دائرة المعارف البريطانية ، لسنة 1992 ، ص .
3- سورة الحديد ، آية : 26 .
4 - كتاب الحياة ، ترجمة تفسيرية ، طبعة الكتاب المقدس العربية لسنة 1989