هل اقترب زمان نبوءة مردخاي حول المهدي والمسيح

2020/08/09


إيزابيل بنيامين ماما اشوري


تحاشا علماء الكتاب المقدس تفسير ما جاء في رؤيا ((مردكاي)) التي رآها في المنام وذلك لأن البشارة بالشخص الذي سوف يجيء لرعاية بني إسرائيل يأتي معه شخص آخر هو الذي يكون لكل الامم ولذلك سكتوا عن تفسير هذه الرؤيا لكي لا يُثيروا الشبهات حول الشخصية الثانية وهم لا يملكون الاجابة عليها. او لا يُريدون ان يُجيبوا على الاسئلة التي سوف تردهم من الناس عن الشخصية الثانية التي سوف تأتي مع يسوع والتي سوف ترعى جميع الأمم.

ففي الرؤيا الصادقة لنبي الرب ((مردكاي)) يرى سهمين واحد لشعب الله المختار أي اليهود من بني إسرائيل ، والآخر لجميع الأمم .

النص كما ورد في تتمة سفر أستير 1: يقول : (( وقال مردكاي أن هذا كله إنما كان من قبل الله وقد ذكرت حلما رأيته يُشير إلى ذلك فلم يسقط منه شيء .... وامر أن يكون سهمان أحدهما لشعب الله والآخر لجميع الأمم. فبرز السهمان أمام الله في اليوم المسمى منذ ذلك الزمان لجميع الأمم )).

فالنص هنا يُشير وبكل وضوح إلى أن السهمين هما من قبل الله وقد ادخرهما إلى يوم معين لا يسقط منه شيء . يعني لا يتأخر ولا يتقدم احدهما يأتي ليقود من يؤمنون من شعب الله والثاني سوف يقود العالم برمته . ويؤكد مردكاي على أن هذين السهمان تم تعيينهما منذ الزمن الأول للخلق وقبل أن يخلق الرب خلقه فبهما بدأ وبهما يختم نظام الأشياء.

وهذا ما أكده يسوع المسيح الذي يقول في إنجيل متى 15: 24 (( لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة)). فالمسيح هنا يؤكد أنه السهم الذي أرسل لشعب الله بني إسرائيل . وأن هناك سهم آخر سوف يأتي معه كما أبلغ بذلك من آمن به من شعب الله وتحول من يهوديته إلى الديانة الجديدة حيث يقول لهم في وصية طويلة نأخذ منها موضوع بحثنا كما جاء في إنجيل يوحنا 16: (( لقد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا.حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أني أنا قلته لكم. وأما الآن فأنا ماضٍ إلى الذي أرسلني، أنه خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم الآخر ، ولكن إن ذهبت أرسلهُ إليكم.ومتى جاء ذاك يبكت العالم على دينونة . أن لي أمور كثيرة أيضا لأقول لكم،ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن.وأما متى جاء ذاك، روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق،لأنه لا يتكلم من نفسه،بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور ذاك يُمجدني . سيكون اصل يسي والقائم ليسودا على الأمم ، عليه سكون رجاء الأمم )) فهذا النص يُخبرنا بقول مردكاي كما في تتمة سفر أستير 1: 11 ((سهمان أحدهما لشعب الله والآخر لجميع الأمم)).

تحاشا هذا النص كل المفسرون إلا القس انطونيوس فكري في تفسيره شرح الكتاب المقدس استير 10 .حيث لوى النص ليّا شديدا فانتزع تفسير هذه الرؤيا من مكانه الصحيح ونسبه إلى امرأة واضاف إلى النص تنّينين آخرين لم يردا في النص ولكنه في غفلة منه ذكر الهدف من هذه الرؤيا بقوله : ((لكن هذا الخلاص كان رمزًا للخلاص بالمسيح وهذا لليهود كما هو للأمم لذلك قال نصيبين فكلاهما يحتفل بالخلاص )) ولكن من اللافت للنظر أن يوم الدينونة الكبير الذي سيأتي به المسيح والقائم يُطلق عليه بأنه ((يوم الخلاص)). وهذا وجدناه شائع جدا في الأدبيات الاسلامية وكثير الاستعمال حصرا في قضية يسوع المسيح والمهدي حتى أن هناك علماء ألفّوا كتبا بعنوان يوم الخلاص.

من ناحيتي أنا سألت بعض من رجال اللاهوت وبعض القساوسة ولكن كالعادة رجعت خائبة إلا من تفسير خجول لللاهوتي (معين عازر متى) الراعي السابق لكنيسة العذراء في بغداد حيث قال : السهمان هما يسوع وشخص آخر لا نعرف من هو سوف يأتي مع يسوع حيث لا يوجد شخصان او سهمان في الكتاب المقدس إلا اللذان انبأ عنهما يسوع بقوله : يسي والقائم . ونحن لا نعرف من هو هذا القائم .

طبعا القس معين يعرف من هو القائم كما اعرفه انا والكثيرين بحكم كوننا نعيش في أوساط المسلمين ولكننا نعرف اسباب الانكار والسكوت .

الجميع كانوا ينتظرون السهم الأول يسوع قبل مجيئه الأول وهم ينتظرون أيضا مجيئه الثاني وأما السهم الثاني الذي سوف يأتي فيخلصهم فهم سألوا عنه يسوع أيضا ولذلك تراهم يتساءلون من يسوع هل هو الآتي كما في إنجيل متى 11: 3 ((أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟)) ولكن يسوع اجابهم بقوله كما في إنجيل متى 23: 39 (( أقول لكم إنكم لا تروني من الآن حتى تقولوا: مبارك الآتي بإسم الرب)).

هذا البحث مقدمة للموضوع الاهم تحت عنوان : ((التجليات الكبرى للمسيح والقائم .أحد أهم علامات نهاية الأزمنة . الإمبراطورية السابعة!)).
أخترنا لك
الشيطان . هل هو قبيح بأعماله أم بشكله

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف