من أغرب الأحكام في الكتاب المقدس .زنا المحارم وأحكام أبن الزنا (( النغل))

2020/08/09



إيزابيل بنيامين ماما اشوري

 
ابن الزنا هذه الضحية التي لا ذنب لها في ما حصل أجمعت كل الديانات على محاربته وحرمانه من أشياء كان يستحقها لو جاء عن الطريق السليم . ولربما لا نلوم ذلك الشاعر الذي ولد سفاحا لما رأى قسوة الحياة عليه انتحر وقد اوصى أن يُكتب على قبره مستشهدا ببيت ابو العلاء المعري : (( هذا ما جناه عليّ أبي .. وأنا لم أجنهِ على أحدِ)).
في الغرب العلماني لا اناقش هذه القضية ، لأن من بين كل خمسة يولدون يكون ثلاث من ابناء الزنا.
لربما في البوذية والإسلام تكون الاحكام اخف قساوة مما عليه عليه في الكتاب المقدس أو في شرع منو سمرتي او الكنزا ربا وغيره .
ففي الإرياني ستيانس جائ في كتاب غوتاما بوذا قسم سلال الحكم الثلاث الفصل التاسع والستون قسم دارما: (( مصال الخطيئة سيكون حاكما على ابويه لأنهما حرماه من استقامته ، يُرمى في النبذ ولا ينكح شريفة ولايرى النور الأعظم في العالم الآخر لأنه نطفة نجسة)).
وفي الإسلام لم يذكر القرآن عن أولاد الحرام شيئا .وأوكل ذلك إلى أقوال النبي التي هي جزء من الوحي وقد جاء حكم الإسلام على اولاد الزنا مطابقا لأفعالهم التي سوف تظهر في يوم ما. ولا نريد أن نضرب امثلة لكي لا نُثير حفيظة البعض . ولكن لربما سنضع الامثلة في الردود على المشاركات.ولكوني لم اناقش القضية على ضوء ديانة أخرى غير ما انتمي إليه.
اما في شرع منو سمرتي كتاب ديانات الهند فقد جاء في فصله الثالث ، الفقرة 101 من صفحة العظيم بهادور: (( منبوذين لأنهم ولدوا في الرذيلة والخطية لا يحق لهم الحياة مسكنهم ضفاف الانهار والغابات لأن الشيطان شارك لهاث ابويهم فبنى عرشه في قلوبهم فلا يعرفوا الاستقامة ابدا خنق الرذيلة في المهد خير، وبقاءها فساد للناس )).
كل ذلك يهون .حتى القتل في المهد الذي أمرت به الهندية ولكن أن يُتابع ابن الزنا فيكون نجسا حتى الجيل العاشر من نسله فهذا مما لا نعرف له وجه فأي رب هذا يُلاحق اطفال الخطيئة حتى الجيل العاشر ، لا بل ان الأكثر من ذلك عدم ا لاعتراف بعشائر كاملة لكون احد اجداهم كان ابن زنا ، فاقرأ ولا تعجب من رب الكتاب المقدس وطرائفه الجميلة.
جاء في سفر التثنية 23: 2 : (( لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد .ولا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب حتى الجيل العاشر)).
هنا افتهما بأن ابن الزنا ملاحق في ذريته حتى الجيل العاشر ولكن ما قصة العمونيون والموآبيون عشائر كاملة تُلاحق أيضا ؟ سنأتي على ذلك بعد أن نرى ماذا تقول تفاسير الكتاب المقدس ؟
يقول التفسير : إنَّما يتم حرمانهم من التمتُّع بكامل الحقوق، مثل استلام مسؤوليَّات معيَّنة أو الدخول إلى المقادس الكنائس والمعابد والشراكة الكاملة مع الجماعة. يعني حرمان هذه الفئات من تولِّي مراكز قياديَّة في وسط الشعب، فلا يكون أحدهم شيخًا من شيوخ الدين ولا قاضيًا. ويرى آخرون أن المقصود هنا مجرَّد الامتناع من الزواج منهم، فلا يتم زواج مختلط بينهم وبين بقية الناس .وقد عبّر بولس في رسالته إلى العبرانيين 12 :8 بقوله ((ولكن إن كنتم بلا تأديب، فأنتم نغول ولا بنون )) فقد اعتبر بولس هنا أن ابناء الزنا جنس آخر ليسو من بنين البشر لأنهم نطفة شيطان فلا يُعدون من البنين . فقال القديس يوحنا الذهبي الفم في تفسير ذلك : ((إن كان عدم التأديب علامة خاصة بالنغول )). شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي.
وقال القس أنطونيوس : ((يقول : نُغُولٌ = أولاد زنا. وعدم قبول التأديب هو علامة خاصة بالنغول )) عبرانيين 12 - تفسير رسالة العبرانيين وفي تفسير شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري.
من ذلك نتبين أن ابن الزنا النغل لا يقبل التأديب لأنه ليس من البنين ولا يُسلمون مراكز قيادية في المجتمع ولا رجال دين ولا قضاة ولا يجوز الزواج منهم او تزويجهم وأنهم معاقبون حتى الجيل العاشر أي لربما أكثر من خمسمائة عام حتى يطهروا.
ولنا أن نسأل . العمونيون والمؤآبيون ما هي قصتهم حتى يُحاربهم الرب إلى الجيل العاشر أيضا ؟
إليك هذا السبب العجيب من رب لا تنقضي عجائبه ولا تفني غرائبه.
جاء في سفر التثنية 23: 2 (( لايدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد إلى الأبد )) طبعا هنا يوجد خطأ في النص ، فالنص المقدس بين أنهم لا يدخلون إلى الجيل العاشر ، فلماذا حكم عليهم بالأبدية فقال : لا يدخل منهم أحد إلى الأبد !
يقول تفسير الكتاب المقدس في بيان اسباب ابعاد هاتين القبيلتين برمتها وعددهم لربما ملايين البشر . فيقول : ((ومن بين أولاد الزنا العمونيون والموآبيون وهما ثمرة زنا لوط بابنتيه)) : نسل عمون وموآب: هذا وقد جاء عمون وموآب ثمرة سكر أبيهما النبي لوط والتصاقه بابنتيه. هنا المفسر انتبه إلى بشاعة كلمة زناه بابنتيه فخفف الكلمة إلى التصاقه . انظر تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب التثنية 23 - تفسير سفر التثنية .
فماذا يقصد النص هنا . النص يقصد القصة التالية التي يرويها الكتاب المقدس بعد رجم قوم لوط ونجاة نبي الله لوط وابنتيه. يقول الرب في سفر التكوين 19 : 30 : (( وصعد لوط من صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه ، وقالت البكر للصغيرة أبونا شاخ وليس في الارض رجل ليدخُل علينا هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه فنُحيي من أبينا نسلا . فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها وفي الغد أن البكر قالت للصغيرة : إني قد اضطجعت البارحة مع أبي. نسقيه خمرا الليلة أيضا فأدخلي اضطجعي معه فنُحيي من أبينا نسلا . فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا، وقامت الصغيرة واضطجعت معهُ فحبلت أبنتا لوط من أبيهما ، فولدت البكر ابنا ودعت أسمه ((موآب)) وهو أبو الموآبيين إلى اليوم ، والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت أسمه ((بن عَمّي)) وهو أبو بني عمون إلى اليوم )) .
أعوذ بالرب وكماله وجلاله وجماله أن يقوم بالتشجيع على زنا المحارم ورمي انبياءه بأنهم مدمنوا خمر زناة ببناتهم. لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا .
لوط الغيور على أحكام الرب هكذا يقول عنه الرب خمار سكير فاجر بمحارمه.
هل تعتقد أخي الطيب بعد قراءتك لهذا النص أن هذا كلام الرب ، وهل نلوم المسلمين عندما يقولون بأن الكتاب المقدس محرف . ولهم الحق في ذلك لأنهم يُنزهون الرب عما ينسبه إليه الكتاب المقدس .
إذن من هذا النص تبين أن الموآبيين والعمونيين ملاحقون إلى الجيل العاشر ابعادا ونفيا ولربما إلى لأبد لأنهما من نسل أولاد الزنا . وأي زنا ؟ زنا نبي بابنتيه .
وأنا إيزابيل بنيامين ماما آشوري أقول، يجب أن تُلاحقوا أنتم يا من ادرجتم مثل هذه التفاهات وتُلصقوها بأنبياء الرب الله وتُوحون إلى الناس بأن الرب الله يُشجع على شرب الخمور و زنا المحارم .
أخترنا لك
كم هي الموبقات في الأديان. الذنوب الكاردينالية

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف