تعلیقة القوچاني علی الکفایة

2020/03/02

✅تعدّ تعليقة آية اللّه المحقق الشيخ علي القوچاني من أقدم و أهم التعليقات على كتاب كفاية الاصول،لا سيما و أنّ مؤلف التعليقة هو واحد من أبرز تلامذة الآخوند وحيث إنّ الآخوند يستوعب المطلب بعبارة دقيقة فلا يسمح لأحد أن يتكلم في مجلس درسه الّا نادرا، و كان الشيخ علي القوچاني من أولئك الذين يجيزهم الآخوند بإبداء الرأي و المناقشة.

❇️ونقل من بعض الثقاة : لم يتجرأ أحد على الاستشكال في محاضرات الآخوند- مهابة له- إلا نفر قليل من امثال: آقا ضياء العراقي، و السيد البروجردي، و الشيخ علي القوچاني‏. والآخوند- مضافا الى محاضراته العامة في الفقه و الاصول- كان يعقد مجلسا ليليا خاصا يحضره زبدة تلامذته يبحثون فيه المسائل و كان آية الله الشيخ علي القوچاني واحدا منهم.

❇️ثم ان المتعارف في النجف آنذاك اغتنام فرصة العطلة في شهر رمضان لزيارة مرقد العسكريين عليهما السّلام و المساهمة في احياء مراسيم الشهر في تلك البلدة التي تشكو من قلة الزائرين، و كان المترجم له ممن اغتنم الفرصة و تحرك مع عائلته و اقربائه الى مدينة سامراء، لكن الاجل عاجله على اثر انتشار الوباء في العراق الذي ذهب ضحيته الآلاف من الناس، فقضى نحبه صابرا محتسبا و ذلك في شهر الصيام من سنة 1333 ه و دفن في صحن الكاظمين عليهما السّلام‏.

رحمه الله علیه وحشره الله مع ساداته المعصومین علیهم السلام. 

الشيخ علي القوچاني في سطور :
ولد العلاّمة الجليل آية الله الشيخ علي القوچاني سنة ١٢٨٥ ه‍ ق في قرية من قرى قوچان.

انخرط في سلك الدراسات الدينية فدرس بعض مقدماتها في مسقط رأسه ثم درس الصرف والنحو بمحضر أبيه الشيخ قاسم.

التحق بعدها بالحوزة العلمية في مدينة مشهد المقدسة لإكمال دراساته الحوزوية في الأدب والفقه والاصول.

وبعد إكماله ما يسمى بدراسات السطوح هاجر رحمه‌الله إلى النجف الأشرف ليلتحق بحوزتها العريقة للاستفادة من اساتذتها العظام فاستقر في جوار امير المؤمنين عليه‌السلام.

وكانت النجف آنذاك تعيش عصرا من عصورها الذهبية ؛ إذ برز فيها علماء كبار جلّهم من تلامذة الشيخ الأعظم الأنصاري قدس‌سره ، في طليعتهم المحقق الكبير صاحب الكفاية الآخوند الخراساني قدس‌سره ، فكان يعد مجلس درسه من أكبر دروس حوزة النجف يحضره اكثر من الف طالب ، فاختص به المترجم له لانه وجد فيه ضالته ، كما ان استاذه وجد فيه الطالب الجاد الكفوء فاهتم به اكثر من غيره فصار يعد من تلامذته المرموقين الذين يشار اليهم بالبنان وتنعقد عليهم الآمال ليصبح علما من اعلام الدين والعلم في المستقبل.

في درس الآخوند الخراساني :
لقد اخذ فقيهنا الجليل موقعا كبيرا عند استاذه الآخوند وعند عامة رجال الحوزة آنذاك اساتذة وطلابا. وكان الآخوند يتمتع بمزايا كثيرة جدا من اهمها : عذوبة البيان وحلاوة المقال ، فكان يتعرض الى المطالب المطولة المشكلة ببيان مختصر واضح في منتهى الدقة والتركيز ؛ وكان امرا صعبا ينفرد به بعض الاساتذة الكبار الذين قد جمعوا بين وضوح الفكر ودقة التعبير (١).

وحيث إنّ الآخوند يستوعب المطلب بعبارة دقيقة فلا يسمح لاحد ان يتكلم في مجلس درسه الاّ نادرا ، وكان الشيخ علي القوچاني من أولئك الذين يجيزهم الآخوند بإبداء الرأي والمناقشة.

قيل : « فقد سمعت بعض الثقاة من اهل العلم يقول : لم يتجرأ احد على الكلام والاستشكال في محاضرات الآخوند ـ مهابة له ـ الا نفر قليل من امثال : آقا ضياء العراقي ، والسيد البروجردي ، والشيخ علي القوچاني ، والشيخ عبد الله الگلپايگاني ، والسيد رضا المسجد شاهي الاصفهاني ؛ وكان الآخوند لا يعير كبير اهمية لاستشكالات غير السيد البروجردي والشيخ علي القوچاني صاحب الحاشية المطبوعة على الكفاية » (٢).

ثمّ ان الآخوند ـ مضافا الى محاضراته العامة في الفقه والاصول ـ كان يعقد مجلسا ليليا خاصا يحضره زبدة تلامذته يبحثون فيه المسائل الفقهية والاصولية المستعصية ، وكان آية الله الشيخ علي القوچاني واحدا من تلك الزبدة.

قيل : « باستثناء هذين الوقتين ، فقد كان الآخوند يعقد في منزله كل ليلة وبعد الفراغ من درسه في مسجد الطوسي مجلسا خاصا يحضره ابرز تلامذته يتذاكرون فيه المسائل الفقهية والاصولية المشكلة ، فكانوا يأتون بالكتب المختلفة يتفحصونها ويبحثون فيها ويقضون الساعات في حضرته بالبحث والنقاش ورفع الاشكالات والاستفادة من معين الاستاذ. ونحن نذكر بعض افاضل المشاركين في ذلك المجلس الخاص للآخوند : الشيخ مهدي المازندراني ، الشيخ علي القوچاني ، و ... » (١).

نعم ، لقد كان القوچاني رحمه‌الله ـ مضافا الى مقامه العلمي السامي ومهارته الفائقة في التدريس ـ حائزا على مكانة رفيعة عند استاذه ، إذ كان متضلعا في الامور الاجتماعية وصاحب نظرة ثاقبة ورؤية قوية بحيث كان استاذه الآخوند يستشيره في الكثير من القضايا والمسائل.

أخترنا لك
معاناة طالب علم

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة