???? الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) صلّى على جثمان أبيه الإمام
الحسن العسكري حين استشهاده
???? ١- روى الشيخ الطوسي بسنده عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد
العباس قال : حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بسر من
رأى يوم توفي ، وأخرجت جنازته ووضعت ، ونحن تسعة وثلاثون رجلا قعود
ننتظر ، حتى خرج إلينا غلام عشاري حاف عليه رداء قد تقنع به . فلما
أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه ، فتقدم وقام الناس فاصطفوا
خلفه ، فصلى عليه ومشى ، فدخل بيتا غير الذي خرج منه . قال أبو عبد
الله الهمداني فلقيت بالمراغة رجلا من أهل تبريز يعرف بإبراهيم بن
محمد التبريزي ، فحدثني بمثل حديث الهاشمي لم يخرم منه شيء.
[الغيبة، الشيخ الطوسي، ص ٢٨٦].
???? ٢- وروى الشيخ الصدوق قال: وحدث أبو الأديان قال : كنت أخدم الحسن
بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأحمل كتبه إلى الأمصار فدخلت عليه
في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه فكتب معي كتبا وقال : امض
بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلى سر من رأى يوم
الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل . قال أبو
الأديان : فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟ قال : من طالبك
بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي ، فقلت : زدني ، فقال : من يصلي
علي فهو القائم بعدي ، فقلت : زدني ، فقال : من أخبر بما في الهميان
فهو القائم بعدي ، ثم منعتني هيبته أن أسأله عما في الهميان . وخرجت
بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر
كما ذكر لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره وإذا به على
المغتسل وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار والشيعة من حوله
يعزونه ويهنونه ، فقلت في نفسي : إن يكن هذا الامام فقد بطلت
الإمامة ، لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب
بالطنبور ، فتقدمت فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شئ ، ثم خرج عقيد فقال
: يا سيدي قد كفن أخوك فقم وصل عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من
حوله يقدمهم السمّان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة .
فلما صرنا في الدار إذا نحن بالحسن بن علي صلوات الله عليه على نعشه
مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه ، فلما هم بالتكبير خرج صبي
بوجهه سمرة ، بشعره قطط ، بأسنانه تفليج ، فجبذ برداء جعفر بن علي
وقال : تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي ، فتأخر جعفر ، وقد
أربد وجهه واصفر فتقدم الصبي وصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه
عليهما السلام ثم قال : يا بصري هات جوابات الكتب التي معك ،
فدفعتها إليه ، فقلت في نفسي : هذه بينتان بقي الهميان ، ثم خرجت
إلى جعفر بن علي وهو يزفر ، فقال له حاجز الوشاء : يا سيدي من الصبي
لنقيم الحجة عليه ؟ فقال : والله ما رأيته قط ولا أعرفه . فنحن جلوس
إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام فعرفوا موته
فقالوا : فمن ( نعزي ) ؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي فسلموا عليه
وعزوه وهنوه وقالوا : إن معنا كتبا ومالا ، فتقول ممن الكتب ؟ وكم
المال ؟ فقام ينفض أثوابه ويقول : تريدون منا أن نعلم الغيب ، قال :
فخرج الخادم فقال : معكم كتب فلان وفلان ( وفلان ) وهميان فيه ألف
دينار وعشرة دنانير منها مطلية ، فدفعوا إليه الكتب والمال وقالوا :
الذي وجه بك لاخذ ذلك هو الامام ، فدخل جعفر بن علي على المعتمد
وكشف له ذلك ، فوجه المعتمد بخدمه فقبضوا على صقيل الجارية فطالبوها
بالصبي فأنكرته وادعت حبلا بها لتغطي حال الصبي فسلمت إلى ابن أبي
الشوارب القاضي ، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن - خاقان فجأة ،
وخروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلك عن الجارية ، فخرجت عن أيديهم
، والحمد لله رب العالمين . [كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ
الصدوق، ص ٥٠٥].
الباحث المحقق https://t.me/Albaaheth