تفسير (الإسم) في آية البسملة

2020/05/25

#التفسير_١٣

تفسير (الإسم) في آية البسملة:
مبدأ اشتقاق (اسم):
الإسم في اللغة بمعنى العلامة، عند البصريين أنه مشتق من اِسم، سِم وهو مأخوذ من السمو (الارتفاع) باعتبار أن المعنى يرتفع به فيخرج من الخفاء إلى الظهور، فإن المعنى يحضر في ذهن السامع بمجرد سماع اللفظ بعد أن لم يكن فيه، أو باعتبار أن اللفظ يرتفع بالوضع فيخرج من الاهمال إلى الاستعمال، وقال الكوفيون باشتقاقه من السمة (العلامة) وقيل أنه خطأ لان جمع اسم أسماء، وتصغيره سمي، ولو كان مأخوذا من السمة لقيل في جمعه أوسام، وفي تصغيره وسيم.
وقيل يصح رجوع احدهما الى الآخر في جامع قريب وهو البروز والظهور لأن الرفعة والعلامة يستلزمان البروز والظهور.
والأول يناسب الاشتقاقات اللغوية، والثاني يناسب معناه، ويشهد للثاني ما عن الرضا (ع) في (بسم الله): (أي أسم على نفسي سمة من سمات الله عز وجل، وهي العبادة، قال: قلت: ما السمة؟ قال: هي العلامة)، وقيل أنه ليس مشتقاً من السمو، ولا من الوسم، بل هو لغة خاصة استعملت بمعنى العلامة.

معنى (اسم):
إن الاسم يطلق على الألفاظ الموضوعة، ويحمل عليها، ويقال: زيد اسم، والشجر اسم، والكتاب اسم، ويطلق على الذات والأعيان الخارجية، كما في قوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة)، فإن المعروض على الملائكة هي المسميات بالضرورة.

وفي تخلل الاسم بين الباء ولفظ الجلالة إشارة الى أن حدّ إدراك الإنسان هو ذكر اسمه تعالى والاعتقاد به، لا أن يحوم حول كشف الحقيقة والذات فإنها لن تدرك لغيره تعالى.

وذكر في الروايات الإسم العظيم وهو ما أذن الله لخلقه أن يدعوه به، والإسم الأعظم وهو مستور عن خلقه لكنه أذن لبعض أحبائه أن يدعوه به، والإسم الأعظم الأعظم فهو ما استأثره لنفسه ولم يظهره لأحد غيره.

عينية الاسم والمسمى:
اعلم أن المتكلمين اختلفوا في أن الاسم هل هو عين المسمى أو غيره؟ فذهب أكثر الأشاعرة إلى الأول، والإمامية والمعتزلة إلى الثاني، وقد وردت في أحاديثنا ما ينفي القول بالعينية، ورد عن الامام الصادق (ع): (والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد كفر وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد).

في حذف همزة (بسم الله):
كانوا يكتبون قبل الإسلام وبعده هكذا: (باسمك اللهم) محافظين على الهمزة في الكتابة، وبعد ظهور الإسلام كتبوا هكذا: (بسم الله) حاذفين الهمزة في مثله، ويظهرونها في سائر الاستعمالات في الكتاب العزيز، منها قوله تعالى: (فسبح باسم ربك العظيم)، قيل لكثرة الاستعمال، لكن يرد عليه بقوله تعالى: (بسم الله مجراها ومرساها) فهي قليلة الاستعمال ومحذوفة، ثم إنهم كانوا يكتبون باسمك اللهم قبل نزول البسملة وبعد نزولها كتبت (بسم الله) لا بعد الاستعمال الكثير.

المصادر/
١- تفسير القرآن الكريم ج١، السيد مصطفى الخميني.
٢- البيان في تفسير القرآن، السيد أبو القاسم الخوئي.
٣- مواهب الرحمن في تفسير القرآن ج١، السيد عبد الأعلى السبزواري.

الباحث المحقق t.me/Albaaheth
أخترنا لك
ضرورة الإنقياد للفضيلة ولزوم مراعاة الدين لإدراك الفضيلة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف