إسمه ونسبه الشريف والشبهة في إسم أبيه

2020/04/17

بحث حول المهدي (٢)

إسمه ونسبه الشريف والشبهة في إسم أبيه:

هو الإمام محمد المهدي المنتظر،
إبن الإمام الحسن العسكري،
إبن الإمام علي الهادي،
إبن الإمام محمد الجواد،
إبن الإمام علي الرضا،
إبن الإمام موسى الكاظم،
إبن الإمام جعفر الصادق،
إبن الإمام محمد الباقر،
إبن الإمام علي زين العابدین،
إبن الإمام الحسين الشهيد،
إبن الإمام علي بن أبي طالب،
وإبن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين.

قال الفرزدق: أولئك آبائي فجِئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جَرير المجامعُ.

هذا نسبه الشريف الأرفع، كما صرحت بذلك أحادیث متواترة، منها ما ورد عن النبي (ص) أنَّه قال: (المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلْقاً وخُلُقاً، تكون له غيبة وحيرة حتَّى تضلّ الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).

ولا يوجد من شكّك في إسمه من المسلمين حسب التتبع، وتوافرت فيه روايات المذاهب الإسلامية، ونُقل في الروايات ما نصّه عن النبي: (يواطئ اسمه اسمي) عن الذهبي وابن حمادة وسنن ابي عمرو والسيوطي والترمذي وغيرهم.

تحريف [وإسم أبيه اسم أبي]:
وقع الخلاف في إسم أبيه فذهب علماء الشيعة قاطبة الى أن اسم أبيه الحسن العسكري وذهب بعض علماء أهل السنة الى أن اسم أبيه عبدالله.

إن كل من يراجع الأحاديث التي تتحدث عن نسب الإمام المهدي (ع) يجد بكل وضوح أن الإمام المهدي هو إبن الإمام الحسن العسكري (ع) بلا أي شك وريب.

ولكنك تجد في بعض كتب اهل السُّنّة حديثاً إمتدت إليه يد التحريف والتزوير فأضافت اليه كلمة اجنبية، محاولة لتشويه الحديث وصرفه عن الإمام المهدي (ع).

ومن العجيب تمسّك بعض الشواذ بحديث ضعيف من حيث السند ومن حيث المتن، ولا اعتبار به عند المحققين والعلماء، وتركوا مئات الأحاديث الصحيحة، تجاوباً مع ميولهم ونفوسهم المريضة!

والحديث هو: عن أبي داود، عن زائدة، عن عاصم عن زُر، عن عبد الله، عن النبي (ص) انه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث الله رجلاً مني - أو: من أهل بيتي - يواطيء إسمه اسمي [وإسم أبيه إسم أبي] يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً.

أما سنده فالحديث يروى عن (زائدة)، وقد ذكر في ترجمة زائدة أنه كان يزيد في الأحاديث، وأما متنه فقد روي هذا الحديث عن (زُر) بطرق عديدة وكثيرة، وليس فيه: [واسم ابيه اسم أبي]، وقد رواه الترمذي وابو داود والذهبي وأخرجه الطبراني عن ابن مسعود في ١٣ مورداً، بدون الزيادة، ونقلها الشبلنجي في نور الأبصار عن ابي داود بدون الزيادة ايضاً.

ذكر الحافظ الكنجي الشافعي في كتابه (البيان في أخبار صاحب الزمان) ما لفظه: الأحاديث الواردة عن النبي (ص) جميعها خالية من جملة [واسم ابيه اسم ابي]، ثم ذكر الحديث المروي عن زائدة وقال بعدها: وقد ذكر الترمذي الحديث، ولم يذكر قوله [واسم أبيه اسم أبي]... والقول الفصل في ذلك أن الإمام أحمد بن حنبل مع ضبطه وإتقانه روى الحديث في مسنده في عدة مواضع: (اسمه اسمي).

وروى كذلك ابن حماد بسنده عن ابي طفيل: (واسم أبيه اسم أبي) وفي سند الحديث رشدين بن سعد المهري، قال فيه احمد بن حنبل: أنه ليس يبالي عمن روى، وقال فيه أبو زرعة: ضعيف الحديث، وأبو حاتم: منكر الحديث، وعن النسائي: متروك الحديث لا يكتب حديثه.

أما سبب التلاعب بهذا الحديث فهو أن سماسرة الأحاديث كانوا يختلقون الاحادیث وينسبونها إلى رسول الله (ص) تقرباً إلى السلطات، وطمعاً في الأموال، وتقوية للباطل، بل كان اختلاق الأحاديث المزورة في بعض الأزمنة مهنة وتجارة يعيش من ورائها الوضاعون الكذابون، وحسبك أن محمد بن عبدالله بن الحسن كانت في لسانه رتّة أي يتعتع في كلامه، فورد عن أبي هريرة: إن المهدي اسمه محمد بن عبدالله في لسانه رتة!

ما هو الهدف من إضافة [واسم أبيه اسم أبي] في هذا الحديث؟

الجواب: احتمالان:
١- أن يكون تأييداً لأحد الحكام العباسيين، المسمى بمحمد بن عبد الله المنصور، والملقب بالمهدي.

۲- أن يكون تأييداً لمحمد بن عبد الله بن الحسن، الملقب بالنفس الزكية (وهو غير الذي يظهر في آخر الزمان)، والذي ثار ضد العباسيين.

وسيأتيك ما روي عن النبي (ص) وأهل البيت (ع) وعن علماء الأنساب وكذلك أقوال علماء أهل السنّة ما يثبت أن محمد بن الحسن العسكري هو المهدي وهذا يثبت كذب الرواية أعلاه.

نعم وجهه بعض علمائنا (رغم ضعفه) واعتبر البعض توجيههم تكلّفاً لأن الحديث واضح في أنه غير صحيح، من هذه التوجيهات:
١- إن لفظة الأب تطلق على الجد وإن علا، قال تعالى: (ملة أبيكم إبراهيم)، ولفظة الاسم تطلق على الكنية، ولما كان جدّه الامام الحسين (ع) سبط رسول الله، وكنيته أبا عبدالله، فشابهت كنية جدّه الحسين (ع) مع كنية أبو النبي (ص).

٢- كنية الامام الحسن العسكري أبو محمد وكنية والد النبي أبو محمد كذلك، والكنية داخلة تحت الإسم.

٣- أن الخبر (واسمه اسمي واسم أبي) أي ان له اسمان، وقد ورد في روايات أن من أسماءه عبدالله، وزاد الراوي اشتباهاً كلمة (واسم أبيه) لعدم احتماله أن له إسمان.

٤- أن الخبر (واسم ابنه اسم ابي) فقد ورد في جملة من الأخبار أن من أولاده (ع) عبدالله.

٥- قيل إن للإمام العسكري إسمان هما الحسن وعبدالله، وقد تفرد بهذا القول اثنان حسب ما اطّلعنا.

وحاصل القول في هذه الرواية بعد ما عرفت من التوجيهات أنها ضعيفة السند لاشتمالها على الضعفاء بشهادة علمائهم، وأنها مضطربة المتن كما عرفت من نقلهم إياها بدون الزيادة، وأصل الرواية ابو داود وقد نقلوها عنه بدون الزيادة، وهي معارضة بكثير من الروايات الصحيحة الواضحة، فقد وردت مئات الروايات على أنه من ولد علي وفاطمة ومن أهل بيت النبي ومن ولد الحسن العسكري عليهم السلام، سنوردها لاحقاً.

المصادر/
١- الإمام المهدي من المهد إلى الظهور، السيد محمد كاظم القزويني.
٢- المصلح العالمي من النظرية إلى التطبيق، السيد نذير يحيى الحسني.
٣- المهدي، السيد صدر الدين الصدر.
٤- شذرات مهدوية، الشيخ حسين الأسدي.

الباحث المحقق t.me/Albaaheth
أخترنا لك
سبب اختلاف الرأي في جزئية البسملة من القرآن والسور؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف