ضرورة معرفة الإمام المهدي (ع)

2020/04/10

#بحث_حول_المهدي (١)

بحث حول الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من أنصاره):

ننبّه على أن جميع بحوثنا مستندة على مصادر نقررها في نهاية البحث، ولا نزيد إلا قليلاً في مقام الشرح والبيان، ونتصرّف قليلاً في مقام الإختصار.

أول بحث نتطرق له هو عن سبب بحثنا، وقد تقرر في عدة روايات عن الأئمة المعصومين وجوب معرفة الإمام، أما علة وجوب معرفة الإمام لأمور:

١- الصون من الإنحراف والضلالة:
إن معرفة الإمام المهدي (ع) تأخذ أهميتها في الوقت الذي يشعر به الناس إبتلاءهم بالفساد والضلالة على إثر الإبتعاد عن إمامهم، وأن الخلاص من هذا المأزق الخطر سوف لن يكون إلا عن طريق الإقتداء بالإمام.

قال الإمام الكاظم (ع): (ما ترك عز وجل الأرض بغير إمام قط منذ قبض آدم (ع)، يُهتدى به إلى الله عز وجل، وهو الحجة على العباد، من ترکه ضلّ، ومن لزمه نجا، حقاً على الله عز وجل).

وفي الدعاء الوارد عن الإمام الصادق (ع) وعن العمري السفير الأول للإمام (ع): (اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لك أعرف حجتك، اللهم عرفني
حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللتُ عن ديني).

٢- المنع من بطلان العمل:
لا ريب أن قبول الأعمال والمنع من بطلانها يكون في قبول ولاية الأئمة المعصومين (ع)، حيث قال الإمام الباقر (ع): (بُنيَ الإسلام على خمسة أشياء علی الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية) فقال زرارة: وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال (ع): الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن... أما لو أنّ رجلاً قام ليله، وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله، وحج جميع دهره، ولم يعرف
ولاية ولي الله فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله جل وعز
حق في ثوابه، ولا كان من أهل الإيمان).
والبحث يبحث في محلّه في بحوث الإمامة في بحث العقيدة.

٣- الوصول إلى السعادة الأبدية:
لا شك أن حياة النبي وموته من الأمور الهامة التي لا ينال البشر إلى معرفتها، فكم ترك النبي (ص) في أيام حياته وبعد مماته من الخيرات والبركات للمسلمين، فطلب منا إن أردنا أن نصل إلى هذه الحياة المعنوية أن نتولّ الإمام أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فكان يقول (ص): (معاشر الناس، من أراد أن يحيی حياتي، ويموت ميتتي، فليتولّ علي بن أبي طالب، وليقتد بالأئمة من بعده).

٤- النجاة من الميتة الجاهلية:
وجاء التصريح في عدد كثير من الروايات والأحاديث الإسلامية عن النبي (ص) أن كل من لا يعرف إمام زمانه سوف يموت ميتة جاهلية، ولا ريب أن المقصود من الميتة الجاهلية أن يكون حاله حال من مات قبل الإسلام من أهل الجاهلية،
حيث كانوا على الشرك والكفر والضلالة.

وقد ورد هذا الحديث في الصحاح والسنن والمسانيد عند أهل السنّة، ورواه أيضاً علماءنا في كتبهم بألفاظ مختلفة عن النبي والعترة الطاهرة، فنقل الطيالسي والبخاري وابن أبي شيبة والهيثمي وابن سعد والطبراني والكليني والبرقي والعياشي وغيرهم عن النبي (ص): (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية)، وعن الإمام الباقر (ع) قال: (من مات وليس له إمام فموته ميتة جاهية، ولا يعذر
الناس حتى يعرفوا إمامهم)، وعن الإمام الصادق (ع) عن النبي (ص) قال: (من مات وليس عليه إمام فميتته جاهلية) فقال الراوي: قال ذلك رسول الله (ص)؟ فقال (ع): (إي والله قد قال)، قال الراوي: فكل من مات وليس له إمام فميتته جاهلية؟! قال (ع): (نعم).

فاستنادا إلى ما سبق وما روي عنه (ص) بأنه: (من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته فمات، فقد مات ميتة جاهلية)، إذاً لا نجاة من الميتة الجاهلية إلا بمعرفة الإمام المهدي.

٥- النجاة من الحياة الجاهلية:
إن الموت هو عصارة الحياة، وما عليه الإنسان عند الموت هو ما كان عليه فعلاً وما زرعه في حياته، فإن كانت ميتة من لم يعرف إمامه جاهلية، فكذلك حياته، ومن الواضح أن من كانت ميتته جاهلية لم تكن حياته عقليّة، ويؤيد النقطتين الأخيرتين قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).

ومعرفة اسم الإمام ونسبه وعمره وصفاته هي بلا شك ضرورية، لكنها من أدنى مراتب المعرفة إن اقتصر عليها، بل لابد من الوصول الى معرفة عميقة ومثمرة، وهذا ما سنحاول تقديمه خلال هذه البحوث بإذن الله تعالى.

المصادر/
١- الإمام المهدي المصلح لعالمي المنتظر، الشيخ محمد جواد الطبسي.
٢- الإمام المهدي الموجود الموعود، الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي.

الباحث المحقق t.me/Albaaheth

IMG_20200410_181627

IMG_20200417_221846_113

أخترنا لك
الوظيفة الفطرية تجاه الدين في حال استقرار الباحث على الشك في حقّانيته بعد البحث الجاد:

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف