مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ
عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا
سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ
فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ
شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا
٢٩ الفتح
لما دخل رسول الله ص مكّة دخول الفاتحين سأل أهلها: ما ترون أنّي فاعل
بكم؛ قالوا خيراً، ظنّاً به وبخصاله وسجيته الكريمة، فقال ( أقول كما
قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين،
ولطالما كان ( يردّد: اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون)
[ ] كان النبيّ ( يسعى لوضع الكيان الثقافي الإسلامي الذي يقوم على
مبادئ المودّة والمسالمة والتفاهم، فليست ثقافة العدوان والعنف من
مكوّنات شخصية النبي (الذي تشكلّت أخلاقه من نسيج ملؤه العطف والرحمة
والخير،ولم تتوقّد لديه (أحاسيس الانفعال والغضب الشخصي حين كان فتيان
قريش وصبيانهم يواجهونه بالإيذاء والاستهزاء والمشاكسة، فروي أنّه لقي
(من قومه أذىً وبلاءً شديداً حتّى أتوه ذات يوم وهو ساجد فطرحوا عليه
رحم شاة.
[ ] وكان ( إذا خرج من بيته تبعه أحداث المشركين يرمونه بالحجارة حتّى
أدْمَوا كعبه وعرقوبيه، فكان عليّ ( يحمل عليهم فينهزمون فنزل قوله
تعالى:«كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة»
[ ] ويروى مما لقي (من الإيذاء أنّه كان يطوف في الكعبة فشتمه عقبة بن
أبي معيط وألقى عمامته في عنقه وجرّه من المسجد.
[ ] وجدّت قريش في أذاه حتى كان أشدّ الناس عليه عمّه أبو لهب فنزل
قوله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ
مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَارًا
ذَاتَ لَهَبٍ* وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا
حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ).
وقد روى ابن شهر اشوب صورة من صور هذا الإيذاء الذي لقيه النبي ( من
عمّه حاكياً ذلك عن طارق المحاربي قال: رأيت النبيّ ( في سويقة ذي
المجاز، عليه حلّة حمراء، وهو يقول: يا أيّها الناس قولوا لا إله إلاّ
الله تُفلحوا، وأبو لهب يتبعه ويرميه بالحجارة، وقد أدمى كعبيه
وعرقوبيه، وهو يقول: يا أيّها الناس لا تطيعوه فإنّه كذاّب.
وقد نسب إلى عليّ ( أنّه سجّل هذه المواقف في أبيات شعرية فيقول:
أبا لهب تبّت يداك أبـا لهـب وصخرة بنت الحرب حمّالة الحطب
خذلت نبيّ الله قاطـع رحـمه فكنت كمن باع السلامة بالعطب
لخوف أبي جهل فأصبحت تابعاً له، وكذاك الرأس يتبعه الذنب).
فالعدوان البدني واللفظي الذي لقيه النبيّ (كان صعباً وعسيراً،
وخصوصاً حينما ينطلق من الدائرة القريبة للإنسان، فليس من المتعارف في
المجتمعات العربية العشائرية القائمة آنذاك أن تكون سهام العداء
والحرب موجهة من داخل القبيلة أو الأسرة، وهذا ما لقيه النبي ( من
عشيرته وقومه، علاوةً على ما انضاف إليه من الزخم الخارجي العدائي
الشديد والذي برز حين تظاهرت عليه عامّة العرب على أمل خنق هذا الكيان
الطاهر ووأده في عقر داره.
فكيف يمكن تصوّر معاناة النبيّ ( وخاصّة أحبّائه حينما اجتمعت قريش في
دار الندوة وكتبوا صحيفة بينهم أن لا يؤاكلوا بني هاشم ولا
يكلّموهم، ولا يبايعوهم، ولا يزوّجوهم، ولايتزوّجوا إليهم، ولا يحضروا
معهم حتّى يدفعوا إليهم محمداً فيقتلونه، وأنّهم يدٌ واحدة على محمد
يقتلونه غيلةً أو صراحاً، فلمّا بلغ ذلك أبا طالب جمع بني هاشم ودخلوا
الشعب وكانوا أربعين رجلاً، فحلف لهم أبو طالب بالكعبة والحرم والركن
والمقام إنْ شاكت محمداً شوكة لأثبنّ عليكم يا بني هاشم! وحصّن الشِعب
وكان يحرسه بالليل والنهار، فإذا جاء الليل يقوم عليه بالسيف، ورسول
الله ( مضطجع ثمّ يقيمه ويضجعه في موضع آخر، فلا يزال الليل كلّه
هكذا، ويوكّل ولده وولد أخيه به يحرسونه بالنهار فأصابهم الجهد، وكان
من دخل مكّة من العرب لا يجسر أن يبيع من بني هاشم شيئاً، ومن باع
منهم شيئاً انتهبوا ماله، وكان أبو جهل والعاص بن وائل السهمي يخرجون
إلى الطرقات التي تدخل مكّة، فمن رأوه معه ميرة نهوه أن يبيع من بني
هاشم شيئاً، ويحذّرون إنْ باع شيئاً منهم أن ينهبوا ماله... فلم يزل
هذا حالهم وبقوا في الشعب أربع سنين، لايأمنون إلاّ من موسم إلى موسم،
ولايشترون ولا يبايعون إلاّ في الموسم، وكان يقوم بمكّة موسمان في كلّ
سنة، موسم العمرة في رجب، وموسم الحج في ذي الحجّة، فكان إذا اجتمعت
المواسم تخرج بنو هاشم من الشعب فيشترون ويبيعون، ثمّ لا يجسر أحدٌ
منهم أن يخرج إلى الموسم الثاني، وأصابهم الجهد وجاعوا، وبعثت قريش
إلى أبي طالب: ادفع إلينا محمداً حتّى نقتله، ونملكك علينا، فقال أبو
طالب رضي الله عنه قصيدته اللامية:
ولمّا رأيت القوم لاودّ فيهم وقد قطعوا كلّ العرى والوسائل
[ ] وقد وصف علي جانباً من هذه المعاناة فقال: (فأراد قومنا قتل
نبيّنا واجتياح أصلنا، وهمّوا بنا الهموم، وفعلوا بنا الأفاعيل،
ومنعونا العَذْب
وأحلسونا الخوف، واضطرونا إلى جبل وَعْر، وأوقدوا لنا نار الحرب، فعزم
الله لنا على الذبَّ عن حوزته، والرمي من وراء حرمته، مؤمننا يبغي
بذلك الأجر، وكافرنا يحامي عن الأصل.
ومن أسلم من قريش خلوٌّ ممّا نحن فيه بحلفٍ يمنعه، أو عشيرة تقوم
دونه، فهو من القتل بمكان أمن، وكان رسول الله ( إذا احمرَّ البأس
وأحجم الناس قدَّم أهل بيته فوقى بهم أصحابه حرَّ السيوف والأسنّة،
فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، وقتل حمزة يوم أحد، وقتل جعفر يوم
مُؤتة.
وفي وصف آخر له ( يصف معاناة النبي ( بالقول: وكتبوا علينا بينهم
كتاباً لا يواكلوننا ولا يشاربوننا ولا يناكحوننا، ولا يبايعوننا، ولا
نأمن فيهم حتى ندفع إليهم محمداً (فيقتلوه ويمثّلوا به، فلم نكن نأمن
فيهم إلّا من موسم إلى موسم، فعزم الله لنا على منعه والذب عن حوزته،
والرميّا من وراء جمرته، والقيام بأسيافنا دونه في ساعات الخوف بالليل
والنهار، فمؤمننا يرجو بذلك الثواب، وكافرنا يحامي به عن الأصل.
[ ] فتبدو كأنّ هذه الأحداث قصّة خيالية لصعوبة تصديقها في مجتمع
مكّة، المجتمع الديني والتجاري الذي يفترض فيه أن تكون عواطفه رقيقة
وخاصّة مع أبنائه وسكّانه الذين يتعايشون معه.
وقد وصف الأستاذ أمين دويدار معاناة النبيّ ( مع قومه بالقول: لقد
أخذت قريش منذ قام النبيّ ( بدعوته تناصبه العداوة، وتقيم في طريقه
العقبات، وتصفه بالسحر تارة، وبالكهانة تارة، وبالجنون تارة، وبالكذب
تارة، وتحذّر العرب في المواسم والأسواق من شرّه وسحره ليقاطعوه،
وتحصره وآله في
الشعب حتّى كادوا يهلكون جوعاً، وتصبّ على أصحابه ألوان العذاب حتّى
تخرجهم من ديارهم وأموالهم، وتتآمر على قتله حتّى يفرّ منها مهاجراً
إلى المدينة، ثمّ تتعقبه هناك في مهاجره فتغزوه المرّة بعد المرّة،
وتتآمر مع اليهود عليه فيحاولون اغتياله، ويجمعون له الأحزاب ويؤلبون
عليه القبائل... وهكذا ممّا جعل حياته وحياة أصحابه جهاداً دائباً
وكفاحاً مريراً، ويقول أيضاً: وكانت قريش هي العقبة الكأداء في طريق
الإسلام منذ ظهوره، وكانت عداوتها له أصل البلاء ومنبع الشرّ، وكان
العرب واليهود يسيرون على منهاجها في مناوأة الإسلام وعدا وته،
وكأنّما كانت هي الجذوة التي تشعل النار في كلّ ما حولها.
وقد كتب المأمون العباسي في كتاب له إلى بني هاشم يصوّر جانباً من
معاناته ( ، حين يصف قوم النبيّ ( وحاله عند بعثته صلى الله عليه وآله
فقال: كانت عمومة رسول الله ( إمّا مسلم مهين أو كافر معاند، إلاّ
حمزة فإنّه لم يمتنع من الإسلام ولايمتنع الإسلام منه، فمضى لسبيله
على بيّنة من ربّه.
[ ] وأمّا أبو طالب فإنّه كفله وربّاه، ولم يزل مدافعاً عنه ومانعاً
منه، فلمّا قبض الله سبحانه أبا طالب همّ القوم وأجمعوا عليه ليقتلوه
فهاجر إلى القوم: ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ
مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ).
وكيف يمكن تصوّر إنسان يعيش هذه الحلقات والدوائر المتتابعة من الصدود
والمجافاة، وكأنّ النبيّ ( كان يحمل أعباء هذه الرسالة العظيمة وحده،
فكان المدد السماوي للنبيّ (الذي أشار له الكتاب العزيز: (وَوَضَعْنَا
عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ ) ولم يكن أثقل عليه ( من
هذه الصورة القائمة التي قال الشيخ الطبرسي عنها: أزلنا همومك التي
أثقلتك من أذى
الكفّار، والذين كان جلّهم من قومه ومن مدينته ومن رباع صباه.
ولم يتخلّص النبيّ ( من أخطبوط الإيذاء الذي ظلّ يلاحقه حتّى بعد
استتباب الدعوة المباركة، وكأنّ قدر النبيّ ( أن يعيش هذه المعاناة
ويواجهها في كلّ مراحل حياته،
[ ] وأشدّ الأمر وأصعبه على القادة حين يبتلى القائد بجند يشككون
بنزاهته ويتناسون تضحياته، وأسوأ ما تكون التهمة حين تنال شخصية هذا
القائد بحطام تافه لاتعني لديه شيئاً، فقد سرت شرارة شيطانية في نفس
جندي مسلم اتهّم بها النبيّ (أنّه أخذ لنفسه قطيفة حمراء قبل تقسيم
المغنم، فأنف الله لنبيّه الكريم فأنزل قوله تعالى: (وَمَا كَانَ
لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ
يُظْلَمُونَ )قالوا في سبب نزولها أنّه كان في الغنيمة التي أصابوها
يوم بدر قطيفة حمراء ففقدت، فقال رجل من أصحاب رسول الله ( :ما لنا
لانرى القطيفة؟ما أظن إلاّ أنّ رسول الله أخذها!
ونال النبيّ ( من سهام الكلام التي كانت تصوّب إليه، أنّ كانت سبباً
لأن تثير حنق أصحابه وتستفزّهم لدرجة أنّهم همّوا بتصفية صانعها، فقد
روى المفيد رحمه الله أنّه لمّا قسم رسول الله ( غنائم حنين أقبل رجل
طويل آدم، بين عينيه أثر السجود فسلّم ولم يخصّ النبيّ ( ثمّ قال: قد
رأيتك وما صنعت في هذه الغنائم فقال (: وكيف رأيت؟ قال: لم أراك عدلت،
فغضب رسول الله ( وقال: ويلك، إذا لم يكن العدل عندي، فعند من يكون!
فقال المسلمون: ألا نقتله؟ فقال: دعوه، فإنّه ستكون له أتباع يمرقون
من الدين كما
الكفّار، والذين كان جلّهم من قومه ومن مدينته ومن رباع صباه.
ولم يتخلّص النبيّ ( من أخطبوط الإيذاء الذي ظلّ يلاحقه حتّى بعد
استتباب الدعوة المباركة، وكأنّ قدر النبيّ ( أن يعيش هذه المعاناة
ويواجهها في كلّ مراحل حياته، وأشدّ الأمر وأصعبه على القادة حين
يبتلى القائد بجند يشككون بنزاهته ويتناسون تضحياته، وأسوأ ما تكون
التهمة حين تنال شخصية هذا القائد بحطام تافه لاتعني لديه شيئاً، فقد
سرت شرارة شيطانية في نفس جندي مسلم اتهّم بها النبيّ (أنّه أخذ لنفسه
قطيفة حمراء قبل تقسيم المغنم، فأنف الله لنبيّه الكريم فأنزل قوله
تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ
بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا
كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )قالوا في سبب نزولها أنّه كان في
الغنيمة التي أصابوها يوم بدر قطيفة حمراء ففقدت، فقال رجل من أصحاب
رسول الله ( :ما لنا لانرى القطيفة؟ما أظن إلاّ أنّ رسول الله
أخذها).
ونال النبيّ ( من سهام الكلام التي كانت تصوّب إليه، أنّ كانت سبباً
لأن تثير حنق أصحابه وتستفزّهم لدرجة أنّهم همّوا بتصفية صانعها، فقد
روى المفيد رحمه الله أنّه لمّا قسم رسول الله ( غنائم حنين أقبل رجل
طويل آدم، بين عينيه أثر السجود فسلّم ولم يخصّ النبيّ ( ثمّ قال: قد
رأيتك وما صنعت في هذه الغنائم فقال (: وكيف رأيت؟ قال: لم أراك عدلت،
فغضب رسول الله ( وقال: ويلك، إذا لم يكن العدل عندي، فعند من يكون!
فقال المسلمون: ألا نقتله؟ فقال: دعوه، فإنّه ستكون له أتباع يمرقون
من الدين كما يمرق السهم من القوس
ولايُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ .
وكان ( يقول: لم يزل جبرئيل ينهاني عن ملاحاة الرجال، كما ينهاني عن
شرب الخمر، وعبادة الأوثان).
وقيل: إنّ رجلاً من تميم أتى النبيّ ( فقال: أوصني، فكان فيما أوصاه
النبيّ ( أن قال: لاتسبّوا الناس فتكسبوا العداوة بينهم).
فليس من السهل، إزاء هذا العدوان والإيذاء المتعمدّ، على النفس
البشرية أن تتغاضى وتطوي هذه المعاناة وتضعها في محفظة النسيان، وتفتح
صفحات جديدة مع هذه الكيانات المتمرسة بالجريمة والطغيان، إلاّ أنّ
النفس الصافية والعالية للنبيّ (تناست كلّ شي بل حوّلت هذه العواصف
الصفراء الحاقدة إلى أحاسيس أخرى نزعت من أجيجها الحارق، فتراه يضع
هذه العواطف السلبية في خانة العواطف الإيجابية وفقاً لما جاء في
التوصية الربّانية التي تقول: ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا
السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )وحين دخل
مكّة دخول الفاتحين سأل أهلها: ما ترون أنّي فاعل بكم؛ قالوا خيراً،
ظنّاً به وبخصاله وسجيته الكريمة، فقال ( أقول كما قال أخي يوسف: لا
تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)، ولطالما كان (
يردّد: اللهم اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون )
،