الغيّرة في المنظور الأنساني والأسلامي

2020/01/21


الغيرة والحمية هي المحافظة على ما يلزم المحافظة عليه من " دين ، وعرض ، واولاد ، واوطان ، واموال " 
وعدم الغيرة والحمية هو الاهمال في المحافظة على ما يلزم المحافظة عليه مما ذكر  
وهو من نتائج صغر النفس ، وضعفها ، ومن المهلكات العظيمة ، وربما ادت الى الدياثة والقيادة "اجارنا الله وجميع المؤمنين " 
قال رسول الله (( صلى الله عليه وآله وسلم )) 
(اذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب ) 
ومما ورد عن امام المذاهب كلها جعفر بن محمد الصادق ( صلوات الله وسلامه عليه )
(ان الله تعالى غيور ويحب الغيرة ولغيرته حرم الفواحش ظاهرها وباطنها )
وقال الخاتم النبي (صلى الله عليه وآله  وسلم )
(كان إبراهيم غيوراً وأنا اغير على المؤمنين والمسلمين )
ومما ورد في المأثور التأريخي عن امامنا امام المتقين علي بن ابي طالب ( صلوات الله وسلامه عليه ) يخاطب اهل العراق انذاك :- ( ياهل العراق نُبئت ان نساءكم يدافعن الرجال في الطريق اما تستحون )

ومقتضى الغيرة والحمية على الدين 
ان يجتهد المؤمن في حفظه في نفسه  وعن بدع المبتدعين وانتحال المبطلين وقصاص المرتدين وإهانة من يستخف به من المخالفين ، ورد شبه الجاحدين .
وان يجتهد في ترويج الدين ونشره ونشر احكامه ، ويبالغ في تبيين حلاله وحرامه ولايتسامح في الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .
ومقتضى الغيرة على النساء "الحريم" 
الا يتغافل عن مبادئ الامور التي يُخشى استفحالها ، فيحفظ المؤمن حريمه عن اجانب الرجال ، ولا اقول يمنع من الدخول في الاسواق ، وانما اذا اقتصت الضرورة ان يرافق نساءه عند الدخول الى الاسواق 
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) مخاطباً سيدة نساء العالمين  :-(( اي شيء خير للمرأة ؟ قالت ان لاترى رجلا ولايراها رجل )) 
فظمها اليه ، وقال ذرية بعضها من بعض .
والنبي هنا بصدد ارسال رسالة من خلال السيدة الزهراء عليه السلام الى جميع النساء مفادها ان المرأة جوهرة يجب ان تُحفظ ، فالخير كل الخير لها ان تعمل وتدرس وتكتب وتزاول كل نشاطاتها الحياتية لكن ان يكون ذلك بحشمه وابتعاد عن كل رجل اجنبي .
فمقتضى الغيرة في هذا الباب ان يبالغ المؤمن في حفظ حريمه ونساءه عن جميع ما يحتمل ان يؤدي الى فتنةٍ ، او فحشاء ، اوفساد 
سواءً كان في نفسه محرما ، كانظر الى الرجال الاجانب واستماع كلامهم بلا ضرورة شرعية ،
وكالخروج عن البيت بلا داعٍ شرعي او ضروري.

 واما مقتضى الغيرة على الاولاد 
ان تراقبهم من اول امرهم 
فأستعمل في حضانة كل مولود وارضاعة امرأة صالحةً اكلت حلالا ً .
واذا بدأت بالطفل علامات التمييز فينبغي ان يؤدب بآداب الاخيار من صغائر الامور الى كبائرها 
وينبغي ان يمدح الطفل الصبي الذي يقنع بالقليل .
ونعلم الطفل على الايثار بالطعام ونحبب له ذلك .
ثم يؤدب في امر اللباس ، حتى لايخرج عن زي الابرار ، وان لايلبس لباس الشهرة .
ثم يؤدب في الاخلاق والافعال ويبالغ في هذا الامر لان الصبي  اذا اهمل في اول نشؤه خرج في الاكثر رديء الاخلاق ، والافعال 
فيكون كاذبا ، حسودا ، لجوجا ، عنودا ، سارقاً ، خائفاً ، ذا ضحك وفضول ، وربما صار مخنثا مائلا الى الفسوق ، والفجور وما الى ذلك .
وهكذا اذا بلغ سن التمييز 
يؤمر بالطهارة والصلاة وبالصوم في بعض الايام من شهر رمضان .
ويعلم اصول العقائد وكل ما يحتاج اليه من حدود الشرع .
فأن الخير كل الخير فيما شرعة الحكيم الخبير  في العقائد  الاحكام والاداب والاخلاق .

وكذلك مقتضى الغيرة على الوطن ان ينبري الانسان المواطن المؤمن حقا في الدفاع عنه عن ارضه وسماءه ومقدساته ، لا ان ينتهك احدا مما ذكر او يقع في فخاخ الماكنة الاعلامية التي تحمل اجندة دخيلة تريد النيل من شرفه ، وتجعل الشاب، والشابة ، والصبي، والصبية ، والكهل وغيرهم ، يتغنون بالوطن من جهة ، ويحملون عليه من جهة اخرى ، تقودهم الجاهلية الجهلاء ، حتى ان البعض قد تنّكر لحماته الذين  كانوا  يدافعون  عنه وتحملوا مصاعب الجهاد  ،  من اجل ان ينعم اهل هذا البلد بالامن والامان ، ويندرج في هذا الطريق كل من سار على طريق الجهاد  في التأريخ المعاصر ، من كواكب من الشهداء المجاهدين من اساطين العلماء ، الى كواكب من المجاهدين الشباب، والكهول  الذين لبوا نداء المرجعية الدينية التأريخي ، ومن يقفون الى يومنا هذا في سواتر الجهاد ، هولاء الذين عرفوا ان الحياة ليس لها ادنى ذوق تحت ظلم الضالمين وانتهاك الانسان وانسانيته وحرماته ، من قبل ابواش التكفيرين الظلاميين الذين اريد لهم تصدير فكرهم بأسم الاسلام ولكن بان زيفهم وانسكرت شوكتهم 
 فسلام على كل من سار في هذا ، سلام عليهم  يوم جاهدوا ويوم استشهدوا ، وسلام على الحماة اصحاب الحمية غير المبدلين المرابطين 
 ((مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)). فعوا ايها الشباب وقفوا لتصيح المسار بالسلمية وادوات الضغد السلمية القانو

نية ولا يأخذكم الاخاذون اينما يريدون .
أخترنا لك
الاسلام ومبادئه منهاج للحياة وسعادتها

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف