الاختلاف ابتعاد عن ولاية الله سبحانه وولاية من ولاّهم

2021/11/02

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد الامين وال بيته الطيبين الطاهرين 
قال الله العزيز الحكيم في محكم كتابه الكريم
((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )) ١٠ الشورى

[ ] الآية تشير إلى احد ادلة ولاية الله تعالى فتقول: وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله.
باشارة الى التوحيد فهو الذي يستطيع أن يحل مشاكل الخلق اجمعين .
فإن من اختصاصات الولاية أن يستطيع الولي إنهاء اختلافات من هم تحت ولايته بحكمه الصائب، فهل تستطيع الأصنام والشياطين التي يعبدوها البعض أن تقوم بذلك؟،
اذ ان هذا الأمر يختص بالله الحكيم والعالم والقادر على حل مشاكل عباده، وتنفيذه لحكمه وإرادته دون غيره؟
إذن فالله العزيز الحكيم هو الحاكم لا غيره.
[ ] ولقد حاول بعض المفسرين حصر مفهوم الاختلاف الذي تشير إليه الآية في قوله تعالى: ما اختلفتم فيه من شئ في الاختلاف الوارد في الآيات المتشابهة، أو في الاختلاف والمخاصمات الحقوقية فقط،
إلا أن مفهوم الآية أوسع من ذلك، إذ هي تشمل الاختلاف سواء كان في المعارف الإلهية والعقائد، أم الأحكام الشرعية، أم القضايا الحقوقية والقضائية، أم غير ذلك مما يحدث بين الناس لقلة معلوماتهم ومحدوديتها، إن ذلك ينبغي أن يحل عن طريق الوحي، وبالرجوع إلى علم الله وولايته.
[ ] وبعد ذكر الدلائل المختلفة على اختصاص الولاية بالله في الايات التي قبل الاية محل البحث وبعدها .
[ ] تقول الآية على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ذلكم الله ربي فهو الذي يتصف بهذه الأوصاف الكمالية ولهذا السبب: (عليه توكلت وإليه أنيب) أي أعود إليه في المشكلات والشدائد والزلات.
[ ] جملة: ذلكم الله ربي تشير إلى الربوبية المطلقة لله بمعنى الحاكمية المتزامنة مع التدبير. ونحن نعلم أن للربوبية قسمين: القسم التكويني الذي يعود إلى إدارة نظام الوجود، والقسم التشريعي الذي يقوم بتوضيح الأحكام ووضع القوانين وإرشاد الناس بواسطة الرسل والأنبياء (عليهم السلام).
[ ] وعلى أساس ذلك طرحت الآية فيما بعد قضية " التوكل " و " الإنابة " حيث تعني الأولى رجوع جميع الأمور الذاتية في النظام التكويني إلى الخالق جل وعلا.
[ ] والثانية تعني رجوع الأمور التشريعية إليه .

وقضية الاختلاف بعمومها تناولاتها الروايات المختلفة الوارة عن النبي الاعظم واهل البيت عليهم السلام

[ ] ورد عن النبي المصطفى
صلى الله عليه واله وسلم
انه قال:-
( ما اختلفت امه بعد نبيها الا ظهر اهل باطلها على اهل حقها )
بإشارة منه صلى الله عليه وآله في ان لايكن مقياسكم على الحق الكثرة بعد وقوع الاختلاف في الامة بعده (ص) ، وانما الامر معكوس تماما

[ ] وورد عنه صلى الله عليه واله وسلم (انه قال لا تختلفوا فتختلف قلوبكم )
اي ان من آثار الاختلاف اختلاف القلوب ايضا

[ ] وجاء عن امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في قضيه الاختلاف ايضا انه قال :-
(سبب الفرقة الاختلاف) 
وهنا ايضا يعطي امير المؤمنين عليه السلام سببا من اسباب الاختلاف والخلاف، الا وهو الفرقة والتفرقة والتميزق بين الامة

[ ] كما ورد عنه صلوات الله وسلامه عليه قوله انه:-
(لو سكت الجاهل ما اختلف الناس)
وهنا يضع امير المؤمنين عليه السلام اصبعه الشريف على الجرح كما يقال فيقول :- ما كان هناك خلاف واختلاف وتمزق في النيسج الاجتماعي لو ان الجهلة سكتوا ولم يكن لهم صوت يعلو على صوت العلماء والمتعلمين على سبيل هداية ، وعلى سبيل نجاة
 
[ ] وجاء عن امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه انه قال:-
(انما انتم اخوان في دين الله  ما خرق بينكم الا خبث السرائر وسوء الضمائر فلا تؤازرون ولا تنصاحون ولا تباذلون ولا توادون )

[ ] وعن علي امير المؤمنين عليه السلام ايضا انه قال :-
(الجماعه اهل الحق وان كانوا قليلا والفرقة اهل باطل وان كان كثيرا)
وهنا يعطي الامير عليه السلام ضابطة وهي ان ما من اناس جمهتهم المبادى والقيم وحب الاخرين وحب الاوطان والسلم وكانوا على هذه القيم جماعة مجتمعين فهم اهل حق وان كانوا قلائل .
والناس الذين لا يجتمعون على مثل تلك القيم والمبادى ، بل يجمهم الطمع، والجشع، والمصالح ، والانانية ، والقتل ، والتنكيل ، والتسقيط وغيرها من المفهيم القبحة فهولاء اهل باطل وان كانوا كثرة كاثرة
____________________________
١. تفسير الامثل بتصرف
٢. تفسير الامثل بتصرف
٣. المصحف المفسر 

٢٠٢١٠٨٠٩_١١٤٤٠٦

أخترنا لك
الاسلوب البلاغي في مواعظ امير المؤمنين عليه السلام/ كلماته القصار إنموذجا ج٢

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف