الاسلام ومبادئه منهاج للحياة وسعادتها
- جاء عن سيد البلغاء والمتكلمين علي امير المؤمنين ( عليه السلام)
انه قال :- (لا شرف أعلى من الاسلام ، ولا عز أعز من التقوى ولا معقل
أحصن من الورع. ولا شفيع أنجح من التوبة. ولا كنز أغنى من القناعة.
ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت. ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد
انتظم الراحة وتبوأ خفض الدعة.
والرغبة مفتاح النصب ، ومطية التعب. والحرص والكبر والحسد دواع إلى
التقحم في الذنوب. والشر جامع مساوي العيوب )
______________________
١- يعتبر هذا الحديث من كلمات امير المرمنين عليه السلام القصار التي
جاء قسم منها في نهج البلاغة وهي تراث فكري عالي المضامين والحِكم ،
يتحدث بها امير المؤمنين عليه السلام لتنير درب المتدبرين والمتعضين
.
يبدأ المولى ابي الحسن عليه السلام كلمته هذه
ويقول: ( لا شرف اعلى من الاسلام)
١- عادة الناس تتشرف بحسبها ونسبها وبيوتاتها ومناصبها ومالها وغيرها
من الامور المعنوية والمادية
لكن الامام ع هنا يعطينا حقيقة قد لوح لها القران الكريم في بعض اياته
وهي ان اعلى شرف يتشرف به الانسان في هذه الحياة هي انتسابه وتشرفه
بالاسلام هذا الدين الذي يعتبر منهجا للحياة ونضمها بكافة
مستوياتها.
٢ - ثم يقول: ( صلوات الله وسلامه عليه) ولا عز أعز من التقوى
وهنا يبين الامام ع ان العز كل العز هو في تحصيل هذه المرتبة وبلوغ
هذه الغاية التي جاء بها هذا الدين الحنيف وهي التقوى التي تعتبر
الانصياع والانقياد لشريعة سيد المرسلين (صلى عليه وآله وسلم)
ففي حديث اخر ما مضمونه (من اراد عزا بلا عشيرة وجاها بلاسلطان
فليتحول من ذل معصية الله الى عز سلطانه )
٣- ثم بعد ذلك يبين الامام ع حقيقة الكل يطمح اليها ويحاول ايجاد
الاسباب لتحصيلها وهي ماهو الحصن الذي يتحصن به الناس من اعتداءات
الاخرين ، فالبعض يلجأ للجاه ،والبعض يلجاء للسلطة ،والبعض يكثر
الاولاد، والاخر يحمي نفسه بالمال ، و هكذا.
الامام ع يقول : ولا معقل أحصن من الورع.
بعبارة اخرى كن ورعا عن محارم الله فهذا هو سدك وحصنك المنيع عن كل
شيء
لان من كان مع الله كان الله معه
٤- ويقول ع :ولا شفيع أنجح من التوبة
هنا يعطي الامام ع نصيحة لمن يطلب الشفاعة من الله في الدنياء والاخرة
، بسبب ذنوب اقترفعها ليتلافاها الله سبحانه ، هو انك تريد شفاعة
فعليك بالتوبة ، وترك الاسباب الاخرى فهي السبب الاتم لها .
٥- بعد ذلك ينتقل الامام ع فيقول : ولا كنز أغنى من القناعة.
يعني يا ايها الذين تتعبون وتركضون في الدنيا من اجل ان تستزيدون مالا
وليوم حتى الذي يملك ما يملك يطلب المزيد ، تريد ان ترتاح فعليك بكنز
القناعة
وهنا الامام ع يضرب على وتر الذين لا يقنعون ما لبسوا ، والذين
لايقنعون ، مهما شربوا واكلوا ، وتملكوا .
٦ - ثم يقول : الامام ع (ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت)
بعبارة اخرى ان من اراد مال يفك به فاقته وعوزه عليه ان يرضى بما يحصل
عليه من قوت له .
٧ - وفي المقطع الاخر يقول: الامام ع (ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد
انتظم الراحة وتبوأ خفض الدعة)
البلغة ما يكفي لسد الكفاف
يعني أن من اقتصر على مايسد به كفافة فهو قد انتظ لنفسه الراحة ، راحة
البال والنفس ،
واعتلى وتمكن من سعة العيش
٨- ثم ينتقل الامام سلام( الله عليه )
الى وضع يده على ما يتعب الانسان في هذه الحياة ويهلكه
قائلا ( والرغبة مفتاح النصب ، ومطية التعب )
وفعلا هذا الذي يحدث لبعضنا في هذه الحياة فبعضنا واسع الرغبات ، يرغب
في ان يتملك كل مايراه ، يرغب في ان يكون مثل ذاك الغني ، وهكذا قائمة
رغباته فيها الكثير الكثير
يقول الامام ع سعة هذه الرغبات بمثابة المفتاح للتعب الشديد .
٩- المقطع التاسع (والحرص والكبر والحسد دواع إلى التقحم في الذنوب
)
اي البخل والعظمة والتجبر والحسد ، صفات نفسانية قبيحة تدعوا الإنسان
الى اقتحام الذنوب
ويختم الامام ع كلمته هذه بملخص لجميع مساوئ العيوب والحاوي لجميع
الصفات السيئة وهو فيما إذا كان يكمن الشر في نفس الانسان ، ودور
الانسان فيما اذا فعًل هذا الجانب من نفسه فسيتحول الى مكمن لجمبع
مساوي العيوب لذا بين الامام ع هذه الحقيقة وقال:
(والشر جامع مساوي العيوب )
وقانا الله واياكم من مساوي العيوب والاثام
ووفقنا واياكم لان نكون ممن بستمعون القول فيتبعون احسنة بمحمد وآله
الطيبين الطاهرين.