جمعني حوار مع صديق أمريكي زارنا للعراق .. وأريد أن تركز
على الشاهد :
قلت : للأسف الإسلام بطعم ( قال الصادق وقال الباقر ) مفقود عندكم
في الغرب بسبب الأموال الوهابية وسيطرتها على مؤسسات الإسلام هناك
.
بنك الراجحي لوحده يضخ ملايين الدولارات سنويا .
قال : لا ليس بسبب الأموال .. وانما بسبب الأكشن والتصرفات .. الدين
في نظركم أنتم مسالمة وهدوء وتصرف بحكمة .. لذلك لايلفت انتباه
الإعلام .. فالأعلام يبحث عن الربح في الأخبار المثيرة .
والآخرون خطابهم كله عنف وأقتلوهم حيث ثقفتموهم .. وهي مادة دسمة
للإعلام .. ناهيك عن الموضوع السياسي طبعاً .
فمن الطبيعي أن تتوجه أنظار الناس للأكشن حتى لو كان تمويله أقل ..
وتنسى الهادئ حتى لو كان تمويله أكثر .. وعدده أضخم .. فما بالك لو
إجتمع الأكشن والأموال ؟!
تذكرت هذه الخاطرة التي عمرها عشر سنوات بالنظر الى مظاهراتنا
المظلومة .. الإنسان الواعي .. الملتزم من 3 أشهر و نحن في الرابع
.. لايلتفت إليه أحد .. حتى الملتزمون بتوجهات المرجعية .. الذين
يتوقع منهم المتظاهر الشريف أن يدعموه .. لأن السيستاني نفسه لم يخف
دعمه له .
بينما كل الأنظار متوجهة الى أقلية بسيطة تقوم بالحرق وقطع الطرقات
وإغلاق المدارس .. ويتعامل معها الكثيرون كأنها هي التظاهرات
الرسمية .
وعاد أحد الأصدقاء ليسأل .. لماذا لاتميزون أنفسكم عن
المخربين ؟ فقلت له : إذا كان التمييز هو إدانة تصرفاتهم ..
والبراءة من أفعالهم .. واالابتعاد عن أماكن تخريبهم .. فقد فعلناه
ولا زلنا نفعله حتى اللحظة .
وإن كان بوضع المسدس في رؤوسهم وإجبارهم على الانسحاب .. فنحن لسنا
مسلحين من الاساس .. وهذا دور القوات الأمنية التي تتفرج قياداتها
على الوضع وتسكت عمداً .
هل تتذكر عندما كنا نقاتل وندعم ونعمل .. في صفوف الحشد الشعبي ..
وكيف كنا نعاني من بعض التصرفات الخاطئة ؟ ستقول أنها أقلية ..
وأقول نعم أقلية في نظرك لأنك على الأرض وتعلم حجمها جيداً .
ولكنها في نظر من كانوا يتابعون الإعلام المعادي وكيف يضخم الأخطاء
.. كانت هي الأكثرية التي ينظرون للحشد الشعبي من خلالها على أنه
عصابات نهب و قتل لأهل السنة !!
الأمر نفسه .. على أرض الواقع يعلم المتظاهر السلمي أنهم
أقلية لاتمثله .. وتعمل فضائيات الأحزاب على تضخيم صورتهم والسماح
لهم بالتمدد .. ليكونوا هم الصورة الثابتة .. والنسخة الرسمية ..
للتظاهرات .
ايليا امامي