نصيحة متطفل .. لأصحاب الشأن في العملية التربوية

2019/11/03


ايليا امامي
 بخصوص الشد والجذب بين وزارة التربية ونقابة المعلمين .. لست من المختصين في الشأن التربوي ولا يحق لي إبداء الرأي إلا على نحو الفضول .. فتحملوا فضولي لدقائق : 
* في الصين توجد واحدة من أعظم اللوحات الفنية بالنسبة للصينيين .. التي يعيدون تجسيدها في الكثير من مناسباتهم .. منها أولمبياد بكين 2008 
تعرض هذه اللوحة مجموعة من التلاميذ الأطفال _ يعبرون عن مستقبل الصين _ وهم يدرسون ويرددون بعض الكلمات الصينية .. وحولهم سور من العسكريين _ يمثلون الجيش الصيني _ وهم  يقاتلون دفاعاً عن الأطفال ويصدون عنهم الأخطار الخارجية . 
الأطفال مستمرون بالدراسة بينما الجيش يقاتل . 

لقد عرفت قصدي أيها القارئ .. ولكنك تعرف أكثر من القصد .. بل شاهدت بعينك كيف قاتل أبطالنا في الجيش والحشد والقوات الأمنية ..  لخمس سنوات دفاعاً عن عوائلنا وأطفالنا .. ولم تعطل مدارس الأطفال يوماً واحداً . 

وقد كنت أنا المتكلم مع مجموعة من الإخوة نذهب للمدارس الابتدائية ونطلب من الإدارة عشر دقائق ليكتب فيها التلميذ رسالة الى المقاتلين الأبطال وتسميهم ( بابا ) .. وصدقوني .. كانت تلك الرسائل تعادل في قوة تأثيرها المعنوي .. قوة فتوى المرجعية . 

وقد قرأت عن فترة حكم الرايخ الثالث في ألمانيا ( حكم هتلر ) أن النازيين رغم أنهم كانوا يقاتلون على جبهتين وعلى طرفي أوربا ،  لم يسمحوا بتعطيل المدارس الإبتدائية . 
وبينما كانت القوات السوڤيتية تجتاح العاصمة الألمانية برلين من ثلاثة محاور .. وبتعداد 2,500,000  جندي روسي وبولندي ، و 6250 دبابة .. و9000 عربة عسكرية .. ولكن المدارس الابتدائية لم تعطل دوامها .. حتى أصبحت القوات على مشارف المدينة . 

فإذا سألت عن عظمة ألمانيا .. ولماذا تجاوزت محنتها وخرجت أقوى .. 
فتكلم عن تقديس التعليم الذي من غير المسموح ان يتحول الى ورقة سياسية . 
تكلم عن الطفولة التي لايريدون لها أن تصبح أداة للضغط على أي جهة حكومية أو غير حكومية . 
تكلم عن نفسية الطالب ، ونفسية معلمه ، التي نريد لها أن تبقى بعيدة عن الأحداث الساخنة .. عاكفة على صناعة جيل الغد .

لقد دمرت الحكومة القطاع التعليمي بما فيه الكفاية .. ونحن متفقون ان استبدال الطبقة السياسية بأخرى أفضل منها سينعكس بشكل إيجابي على التعليم 
ولكنه من المؤسف أن نتخذ من أولادنا دروعاً وجسوراً نحو هذا التغيير .. بينما ينهض الشباب والمثقفون بهذه المهمة ولاحاجة لزج العملية التربوية في هذه الدوامة . 

أنصحكم يانقابة المعلمين  _ وهي نصيحة متطفل حريص على أولاده محمد وفطومه _ وأرجو أن تقبلوها .. 
إبتعدوا عن الشعارات التي تربط بين الوطن وتوقف الدوام .. وإستبدلوها بشعارات تربط بين الوطن والهمة العالية في الدوام . 

 إذا كنا نريد أن نرى مستقبلا يحكم فيه الجيل المتعلم والمستقر نفسيا  .. فاصنعوا هذا الجيل بهدوء ..  بعيداً عن أي صوت آخر يشغل الطالب .. وبدون توقف مهما كانت الظروف .. فالزمن لا ينتظر . 

أخترنا لك
من خطبة الجمعة ( 1-11-2019 )

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف