العلوية الطاهرة شريفة بنت الإمام الحسن (عليهما السلام)

2022/05/13

شخصية معروفة عند الشيعة، ذات مكانة عالية لأنّها باب الحوائج إلى الله تعالى.
وُلِدت السيّدة شريفة بنت الإمام الحسن المجتبى عليه السلام في سنة 50 للهجرة وهي السنة التي استُشهد فيها والدها الإمام الحسن عليه السلام، وكان عمرها حينها لا يتجاوز الشهر، فقد وُلِدت في أواخر حياة والدها، بعدها انتقلت للعيش مع عمّها الإمام الحسين عليه السلام.
سُمّيت عند ولادتها بـ(رقية)، وكُنّيت بـ(شريفة) لكثرة الأسماء وتكرارها، فقد كان أهل البيت عليهم السلام يتبرّكون باسم فاطمة ورقية ومحمّد وعليّ والحسن وغيرها من الأسماء، أمّها أمّ إسحاق بنت الصحابيّ طلحة بن عبيد الله التميميّ، تزوّجها الإمام الحسين عليه السلام بعد وفاة أخيه الإمام الحسن عليه السلام بوصية منه وذلك لجمع ذرّية الإمام الحسن (عليه السلام) مع أولاد عمّهم(1)، فعاشت بعد استشهاد أبيها في كنف عمّها الحسين عليه السلام في مدّة حياتها التي لم تتجاوز الإحدى عشرة سنة، تعاني فيها من الضعف والمرض.
خرجت مع عمّها الإمام الحسين عليه السلام من المدينة إلى العراق في ضمن موكب الإمام وعند وصولهم إلى كربلاء حدثت معركة الطفّ الخالدة في سنة 61 للهجرة، وبعد انتهاء المعركة أُخذت مع السبايا إلى الشام، ونتيجةً لمرضها ونحول جسمها وما عانته من جوع وعطش وإرهاق استُشهدت عند رجوع موكب السبايا إلى العراق في المكان الذي هي فيه الآن في العشرين من محرّم الحرام، ودُفنت في المكان ذاته، حيث قام بدفنها الإمام زين العابدين عليه السلام وعمّته زينب عليها السلام.
وحينما عرف الناس بمكان المدفن الشريف قاموا ببناء المرقد الحالي، وكنّوا السيّدة شريفة بـ(أمّ محمّد، وأمّ هادي).
هذا النسب الطاهر للسيّدة لم يكن معروفًا؛ لأنّها كانت تكنّى بالعلوية شريفة وليس باسمها الذي سمّيت به حين ولادتها، وعلى الرغم من مجهولية النسب، إلّا أنّ هناك اتفاقًا بين عامّة الناس على أنّ المدفونة في هذا المرقد من نسل الإمام الحسن عليه السلام، ومن ذرّية أهل البيت عليهم السلام.
تُدعى بكريمة أهل البيت عليهم السلام، وطبيبة المعلولين، وقاضية حاجات المحتاجين، فما من مريض أو صاحب حاجة قصد قبرها الشريف وعاد خائبًا.
إنّ الحديث عن كراماتها طويل ومتشعّب، وفيه من الشهود والشهادات ما يعجز عنه الذكر، لذا صار مرقدها الطاهر الكائن في ناحية (أبو غرق) بمحافظة بابل مزارًا للتبرّك وطلب الحاجات، بل بات مقصدًا لمَن ضاقت بهم السبل من كلّ مكان، فيعودون مكلّلين ببركة قضاء الحاجة والشفاء من المرض.
يقع مرقد السيّدة شريفة بنت الحسن (عليه السلام) في وسط غابة من النخيل في أطراف مدينة الحلّة، في المكان المسمّى بـ(منطقة أبو غرق الأوسط)، التابع إداريًا لناحية أبو غرق، ويبعد مزارها الشريف نحو 7 كيلو مترات عن شارع الحلّة – كربلاء، و4 كيلو مترات تقريبًا عن منطقة (الطهمازية)، فيما يبعد نحو 9 كيلو مترات عن مركز مدينة الحلّة(2)، إلّا أنّ بُعد المكان لم يمنع زوّارها عن المجيء إلى قبرها الشريف الحافل بالكرامات التي لا تُعدّ ولا تُحصى.
....................................................................
1 – أنساب العترة الطاهرة: ص66.
2 - شريفة بنت الحسن (عليه السلام) بين الحقيقة والوهم: ص84.
أخترنا لك
اعلان

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة