تحدّثت الكتب عن
عدد من النساء اللاتي أسهمنَ في نقل روايات أهل البيت (عليهم
السلام)، وكان لهنّ دور كبير في هذا المجال، وأسهمنَ في نقل سنّة
المعصومين (عليهم السلام) من أقوالهم وأفعالهم وتقريرهم، فأصبح
لهنّ بصمة في صفحات التاريخ الإسلامي،
وبخاصّة مَن كنّ يعشنَ في بيوت تكنّ المودّة والمحبّة والموالاة
لأهل البيت (عليهم السلام)، وكيف إذا كان ذلك البيت أحد أبواب
الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه)، الذي ترعرعت فيه إحدى النساء
المواليات، فجدّها أبو جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، أحد
السفراء الأربعة، وأمّها أمّ كلثوم العمري راوية للحديث، وابنها أبو
نصر هبة الله بن محمّد الكاتب.
تربّت أمّ أبي نصر في أوساط علمية، فأصبحت عالمة، فاضلة، مُوثّقة، راوية للحديث، روى عنها ابنها، وروت هي عن أمّها، وجاء في بعض أحاديث الغَيبة للشيخ الطوسي قولها:(حدّثتني أمّ كلثوم بنت أبي جعفر، قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح ـ رضي الله عنه ـ وكيلًا لأبي جعفر ـ رضي الله عنه ـ سنين كثيرة، ينظر له في أملاكه ويلقى بأسراره الرؤساء من الشيعة، وكان خصّيصًا به حتى أنّه كان يحدّثه بما يجري بينه وبين جواريه؛ لقربه منه وأنسه، قالت: وكان يدفع إليه في كلّ شهر ثلاثين دينارًا رزقًا له، غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل فرات وغيرهم؛ لجاهه ولموضعه وجلالة محلّه عندهم، فحصل في أنفس الشيعة محصلًا جليلًا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه عندهم، ونشر فضله ودينه، وما كان يحتمله من هذا الأمر، فمهّدت له الحال في طول حياة أبي، إلى أن انتهت الوصية إليه بالنصّ عليه، فلم يُختلف في أمره، ولم يشكّ فيه أحد إلّا جاهل بأمر أبي أولًا، مع ما لستُ أعلم أنّ أحدًا من الشيعة شكّ فيه.
قال الراوي : وقد سمعتُ هذا من غير واحد من بني نوبخت ـ قدّس سرّهم ـ مثل أبي الحسن بن كبرياء وغيره (1).
......................................................................................
1) أعلام النساء المؤمنات: ص 153.
تربّت أمّ أبي نصر في أوساط علمية، فأصبحت عالمة، فاضلة، مُوثّقة، راوية للحديث، روى عنها ابنها، وروت هي عن أمّها، وجاء في بعض أحاديث الغَيبة للشيخ الطوسي قولها:(حدّثتني أمّ كلثوم بنت أبي جعفر، قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح ـ رضي الله عنه ـ وكيلًا لأبي جعفر ـ رضي الله عنه ـ سنين كثيرة، ينظر له في أملاكه ويلقى بأسراره الرؤساء من الشيعة، وكان خصّيصًا به حتى أنّه كان يحدّثه بما يجري بينه وبين جواريه؛ لقربه منه وأنسه، قالت: وكان يدفع إليه في كلّ شهر ثلاثين دينارًا رزقًا له، غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة مثل آل فرات وغيرهم؛ لجاهه ولموضعه وجلالة محلّه عندهم، فحصل في أنفس الشيعة محصلًا جليلًا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه عندهم، ونشر فضله ودينه، وما كان يحتمله من هذا الأمر، فمهّدت له الحال في طول حياة أبي، إلى أن انتهت الوصية إليه بالنصّ عليه، فلم يُختلف في أمره، ولم يشكّ فيه أحد إلّا جاهل بأمر أبي أولًا، مع ما لستُ أعلم أنّ أحدًا من الشيعة شكّ فيه.
قال الراوي : وقد سمعتُ هذا من غير واحد من بني نوبخت ـ قدّس سرّهم ـ مثل أبي الحسن بن كبرياء وغيره (1).
......................................................................................
1) أعلام النساء المؤمنات: ص 153.