هي أمّ كلثوم بنت
أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد العمري، كان أبوها أحد السفراء
الأربعة في زمن الغيبة الصغرى، وهي جدّة أبي نصر هبة الله بن أحمد
الكاتب، كانت امرأة فاضلة، جليلة، راوية للحديث، وزوجها أحمد بن
إبراهيم بن نوبخت كان خصيصًا بوالدها السفير الثاني، ومقرّبًا منه
في أموره، ثم اختصّ بالسفير الثالث أبي القاسم الحسين بن روح
النوبختي، حتى كانت رسائل الحسين بن روح إلى الشيعة والتي فيها
توجيهات الإمام صاحب الزمان ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ تخرج
بخطّ زوجها أحمد بن إبراهيم النوبختي.
روت عن أبيها أبي جعفر، وروت عنها ابنتها اُمّ أبي نصر، وروى أبو نصر المذكور عن اُمّه عن جدّته اُمّ كلثوم، وأورد الشيخ الطوسي ـ رحمه الله ـ في كتاب الغَيبة كثيرًا من الأخبار عنها، نذكر بعضها، قال: وبهذا الإسناد عن أبي نصر هبة الله بن محمّد ابن بنت اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر العمري، قال: حدّثني جماعة من بني نوبخت، منهم أبو الحسن بن كثير النوبختي ـ رحمه الله ـ وحدّثتني به اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري ـ رضي الله عنه ـ: أنّه حُمل إلى أبي ـ رضي الله عنه ـ في وقت من الأوقات ما ينفذه إلى صاحب الأمر ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ من قُم ونواحيها، فلمّا وصل الرسول إلى بغداد ودخل على أبي جعفر وأوصل إليه ما دُفع إليه وودّعه وجاء لينصرف، قال له أبو جعفر: قد بقي شيء ممّا استودعته فأين هو؟ فقال له الرجل: لم يبقَ شيء يا سيّدي في يدي إلّا وقد سلّمته، فقال له أبو جعفر: بلى قد بقي شيء، فارجع إلى ما معكَ وفتّشه وتذكّر ما دُفع إليكَ، فمضى الرجل فبقي أيامًا يتذكّر ويبحث ويفكّر فلم يذكر شيئًا، ولا أخبره مَن كان في جملته، فرجع إلى أبي جعفر، فقال له: لم يبقَ شيء في يدي ممّا سُلّم إليّ وقد حملتُه إلى حضرتكَ، فقال له أبو جعفر: فإنّه يُقال لكَ: الثوبان السردانيان اللذان دفعهما إليكَ فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل: إي والله يا سيّدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي، ولستُ أدري الآن أين وضعتهما، فمضى الرجل فلم يبقَ شيء معه إلّا فتّشه وحلّه، وسأل مَن حمل إليه شيئًا من المتاع أن يُفتّش ذلك، فلم يقف لهما على خبر، فرجع إلى أبي جعفر فأخبره.
فقال له أبو جعفر: يُقال لكَ: امضِ إلى فلان بن فلان القطّان، الذي حملت إليه عِدلي القطن في دار القطن فافتق أحدهما، وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا، فإنّهما في جانبه.
فتحيّر الرجل ممّا أخبره به أبو جعفر، ومضى لوجهه فأخذهما وجاء بهما إلى أبي جعفر فسلّمهما إليه، وقال له: لقد نسيتهما؛ لأنّي لمّا شددتُ المتاع بقيا، فجعلتهما في جانب العِدل ليكون ذلك أحفظ لهما.
وقال أيضًا: عن هبة الله بن محمّد ابن بنت اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدّثتني اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر ـ رضي الله عنه ـ قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح ـ رضي الله عنه ـ وكيلًا لأبي جعفر سنين كثيرة، ينظر له في أملاكه ويلقى بأسراره رؤساء الشيعة، وكان خصيصًا به حتى أنّه كان يحدّثه بما يجري بينه وبين جواريه، لقربه منه واُنسه، قالت: وكان يدفع إليه في كلّ شهر ثلاثين دينارًا رزقًا له، غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة، مثل آل الفرات وغيرهم؛ لجاهه ولموضعه وجلالة محلّه عندهم.
عاشت أمّ كلثوم العمرية في جوّ علمي موالٍ لأهل البيت عليهم السلام، بل في جوّ العلماء والسفراء والوكلاء، ولم تكن بعيدة عمّا يجري فيه من المعرفة والفهم الديني العميق، ولذا نجد أنّ حفيدها قد روى عنها كثيرًا، وهو بدوره كان مكثرًا في الكتابة والتصنيف، وكان والدها وجدّها سفيرين للإمام الحجّة ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ في زمن الغيبة الصغرى، وهي نفسها كانت محلّ ثقة السفير الثالث، وكان يعتمد عليها في توجيه النساء وتعليمهنّ، وكان لها منزلة رفيعة لعلمها.
1) أعلام النساء المؤمنات: ص 239.
روت عن أبيها أبي جعفر، وروت عنها ابنتها اُمّ أبي نصر، وروى أبو نصر المذكور عن اُمّه عن جدّته اُمّ كلثوم، وأورد الشيخ الطوسي ـ رحمه الله ـ في كتاب الغَيبة كثيرًا من الأخبار عنها، نذكر بعضها، قال: وبهذا الإسناد عن أبي نصر هبة الله بن محمّد ابن بنت اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر العمري، قال: حدّثني جماعة من بني نوبخت، منهم أبو الحسن بن كثير النوبختي ـ رحمه الله ـ وحدّثتني به اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري ـ رضي الله عنه ـ: أنّه حُمل إلى أبي ـ رضي الله عنه ـ في وقت من الأوقات ما ينفذه إلى صاحب الأمر ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ من قُم ونواحيها، فلمّا وصل الرسول إلى بغداد ودخل على أبي جعفر وأوصل إليه ما دُفع إليه وودّعه وجاء لينصرف، قال له أبو جعفر: قد بقي شيء ممّا استودعته فأين هو؟ فقال له الرجل: لم يبقَ شيء يا سيّدي في يدي إلّا وقد سلّمته، فقال له أبو جعفر: بلى قد بقي شيء، فارجع إلى ما معكَ وفتّشه وتذكّر ما دُفع إليكَ، فمضى الرجل فبقي أيامًا يتذكّر ويبحث ويفكّر فلم يذكر شيئًا، ولا أخبره مَن كان في جملته، فرجع إلى أبي جعفر، فقال له: لم يبقَ شيء في يدي ممّا سُلّم إليّ وقد حملتُه إلى حضرتكَ، فقال له أبو جعفر: فإنّه يُقال لكَ: الثوبان السردانيان اللذان دفعهما إليكَ فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له الرجل: إي والله يا سيّدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي، ولستُ أدري الآن أين وضعتهما، فمضى الرجل فلم يبقَ شيء معه إلّا فتّشه وحلّه، وسأل مَن حمل إليه شيئًا من المتاع أن يُفتّش ذلك، فلم يقف لهما على خبر، فرجع إلى أبي جعفر فأخبره.
فقال له أبو جعفر: يُقال لكَ: امضِ إلى فلان بن فلان القطّان، الذي حملت إليه عِدلي القطن في دار القطن فافتق أحدهما، وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا، فإنّهما في جانبه.
فتحيّر الرجل ممّا أخبره به أبو جعفر، ومضى لوجهه فأخذهما وجاء بهما إلى أبي جعفر فسلّمهما إليه، وقال له: لقد نسيتهما؛ لأنّي لمّا شددتُ المتاع بقيا، فجعلتهما في جانب العِدل ليكون ذلك أحفظ لهما.
وقال أيضًا: عن هبة الله بن محمّد ابن بنت اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال: حدّثتني اُمّ كلثوم بنت أبي جعفر ـ رضي الله عنه ـ قالت: كان أبو القاسم الحسين بن روح ـ رضي الله عنه ـ وكيلًا لأبي جعفر سنين كثيرة، ينظر له في أملاكه ويلقى بأسراره رؤساء الشيعة، وكان خصيصًا به حتى أنّه كان يحدّثه بما يجري بينه وبين جواريه، لقربه منه واُنسه، قالت: وكان يدفع إليه في كلّ شهر ثلاثين دينارًا رزقًا له، غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء من الشيعة، مثل آل الفرات وغيرهم؛ لجاهه ولموضعه وجلالة محلّه عندهم.
عاشت أمّ كلثوم العمرية في جوّ علمي موالٍ لأهل البيت عليهم السلام، بل في جوّ العلماء والسفراء والوكلاء، ولم تكن بعيدة عمّا يجري فيه من المعرفة والفهم الديني العميق، ولذا نجد أنّ حفيدها قد روى عنها كثيرًا، وهو بدوره كان مكثرًا في الكتابة والتصنيف، وكان والدها وجدّها سفيرين للإمام الحجّة ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ في زمن الغيبة الصغرى، وهي نفسها كانت محلّ ثقة السفير الثالث، وكان يعتمد عليها في توجيه النساء وتعليمهنّ، وكان لها منزلة رفيعة لعلمها.
1) أعلام النساء المؤمنات: ص 239.