في العاشر من شهر رمضان المبارك ذكرى وفاة أمّ المؤمنين السيّدة
خديجة بنت خويلد (عليها السلام)، الشخصية العظيمة التي قال عنها
الرسول (صلّى الله عليه وآله) لعائشة: "... لقد آمنت بي إذ كفر بي
الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، وصدّقتني إذ كذّبني الناس، ورزقني
الله ولدها وحرمني ولد غيرها"(1)، وفي حديث آخر عنه (صلّى الله عليه
وآله) أشار فيه إلى منزلتها بقوله: أربع نسوة سادات عالمهنّ: مريم
بنت عمران، وآسية بنت مزاحم، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمّد
صلى الله عليه وآله وسلم، وأفضلهنّ عالمًا فاطمة"(2)، وذلك لما
تمتلكه السيّدة خديجة (عليها السلام) من عناصر في شخصيتها، من
الفضائل والصفات الكمالية الإنسانية الرفيعة.
كانت (عليها السلام) أول سيّدة في الإسلام، وهذا ليس بالأمر الغريب؛ لأنّها كانت على ديانة نبيّ الله إبراهيم (عليه السلام) حنيفية موحّدة، فكانت قبل تسيير قوافلها التجارية تذهب إلى بيت الله الحرام، وتطوف حول الكعبة، وتستمدّ العون من ربّ إبراهيم الخليل (عليه السلام) ليبارك لها في تجارتها وأموالها، وكانت تُدعى في الجاهلية بـ(الطاهرة) لشدّة عفافها وصيانتها.
يمثّل زواج النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) من السيّدة خديجة (عليها السلام) الأسرة الأولى في الإسلام، ويشكّل أنموذجًا يُحتذى به، إذ يرشدنا إلى أسس اختيار شريك الحياة لتكوين أسرة أنموذجية صالحة، ومن هذه الأسس:
• المعرفة التامّة بالشريك:
كان زواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله) من السيّدة خديجة (عليها السلام) ناجمًا عن معرفة عميقة ودقيقة مبنيّة على أسس القيم الإنسانية والمعتقدات الرصينة، فالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان على معرفة بالسيّدة خديجة (عليها السلام) ومكانتها بين قومها ومعتقدها، والسيّدة خديجة (عليها السلام) كانت على معرفة بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) بأوصافه وخصائصه.
• عدم التفاخر بين الزوجين:
لم تتفاخر السيّدة خديجة يومًا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بأموالها وثروتها التي منحته إياها لنصرة الإسلام والمسلمين، وكذلك النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لم يتفاخر عليها ولم يزعجها بعمل، بل كان يخيّم على منزلهما الإيثار والوفاء والتضحية لخدمة أهدافهما المشتركة.
• تفهّم الطرف الآخر:
كانت حياتهما الزوجية قائمة على الإيمان والثقة المتبادلة فيما بينهما، ممّا أدّى إلى إحباط كلّ المؤامرات التي كانت تفتعلها قريش، وهذا الانسجام التامّ ساعد على إنجاز تكليفهما في نشر الدعوة، فشكّلت السيّدة خديجة (عليها السلام) القدوة الصالحة، وأنموذجًا للزوجة الرسالية، فقد كانت تُحسن رعاية زوجها، وتعيش همّه وتشاركه هدفه، انطلقت معه في أدوار مسيرته من مراحل قبل البعثة، وخلوته في غار حراء لليالٍ طويلة، كانت لا تتأفّف ولا تضيق ذرعًا، تهيّئ له الزاد، تؤمن به بكلّ ما تمتلك من صفاء نفسي وشفافية روحية، وتتوقّع له شأنًا عظيمًا، ثمّ انطلقت معه (صلّى الله عليه وآله) في دعوته صابرةً، وجاء حصار (الشِعب) الذي استمرّ لثلاث سنوات، عانت منه الكثير، وبعد الحصار بدأت رحلتها مع المرض، وروى أبو هريرة، قال: أتى جبرئيل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال: "... وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب.
............................
(1) المراجعات: ص315.
(2) الميزان في تفسير القرآن: ج3، ص215.
(3) بحار الأنوار: ج ١٦، ص ٨.
كانت (عليها السلام) أول سيّدة في الإسلام، وهذا ليس بالأمر الغريب؛ لأنّها كانت على ديانة نبيّ الله إبراهيم (عليه السلام) حنيفية موحّدة، فكانت قبل تسيير قوافلها التجارية تذهب إلى بيت الله الحرام، وتطوف حول الكعبة، وتستمدّ العون من ربّ إبراهيم الخليل (عليه السلام) ليبارك لها في تجارتها وأموالها، وكانت تُدعى في الجاهلية بـ(الطاهرة) لشدّة عفافها وصيانتها.
يمثّل زواج النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله) من السيّدة خديجة (عليها السلام) الأسرة الأولى في الإسلام، ويشكّل أنموذجًا يُحتذى به، إذ يرشدنا إلى أسس اختيار شريك الحياة لتكوين أسرة أنموذجية صالحة، ومن هذه الأسس:
• المعرفة التامّة بالشريك:
كان زواج النبيّ (صلّى الله عليه وآله) من السيّدة خديجة (عليها السلام) ناجمًا عن معرفة عميقة ودقيقة مبنيّة على أسس القيم الإنسانية والمعتقدات الرصينة، فالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان على معرفة بالسيّدة خديجة (عليها السلام) ومكانتها بين قومها ومعتقدها، والسيّدة خديجة (عليها السلام) كانت على معرفة بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) بأوصافه وخصائصه.
• عدم التفاخر بين الزوجين:
لم تتفاخر السيّدة خديجة يومًا على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بأموالها وثروتها التي منحته إياها لنصرة الإسلام والمسلمين، وكذلك النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لم يتفاخر عليها ولم يزعجها بعمل، بل كان يخيّم على منزلهما الإيثار والوفاء والتضحية لخدمة أهدافهما المشتركة.
• تفهّم الطرف الآخر:
كانت حياتهما الزوجية قائمة على الإيمان والثقة المتبادلة فيما بينهما، ممّا أدّى إلى إحباط كلّ المؤامرات التي كانت تفتعلها قريش، وهذا الانسجام التامّ ساعد على إنجاز تكليفهما في نشر الدعوة، فشكّلت السيّدة خديجة (عليها السلام) القدوة الصالحة، وأنموذجًا للزوجة الرسالية، فقد كانت تُحسن رعاية زوجها، وتعيش همّه وتشاركه هدفه، انطلقت معه في أدوار مسيرته من مراحل قبل البعثة، وخلوته في غار حراء لليالٍ طويلة، كانت لا تتأفّف ولا تضيق ذرعًا، تهيّئ له الزاد، تؤمن به بكلّ ما تمتلك من صفاء نفسي وشفافية روحية، وتتوقّع له شأنًا عظيمًا، ثمّ انطلقت معه (صلّى الله عليه وآله) في دعوته صابرةً، وجاء حصار (الشِعب) الذي استمرّ لثلاث سنوات، عانت منه الكثير، وبعد الحصار بدأت رحلتها مع المرض، وروى أبو هريرة، قال: أتى جبرئيل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال: "... وبشّرها ببيت في الجنّة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب.
............................
(1) المراجعات: ص315.
(2) الميزان في تفسير القرآن: ج3، ص215.
(3) بحار الأنوار: ج ١٦، ص ٨.