السيّدة أمّ خلف.. زوجة الشهيد مسلم بن عوسجة سلام الله عليه

2021/05/02

كثيرات هنّ النساء اللائي دافعنَ عن دين الحقّ بوقوفهنّ في وجه الطغاة عن طريق مواقفهنّ المشرّفة في نصرة ابن بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله، وسجّل التاريخ أسماءهنّ بكلّ فخر واعتزاز، ومن هؤلاء النساء السيّدة أمّ خلف زوجة ناصر الإمام الحسين عليه السلام، مسلم بن عوسجة أحد شهداء واقعة الطفّ، والذي كان له الدور القياديّ في كربلاء، حتى ذكره الإمام المهديّ عجّل الله فرجه في زيارة له، حيث خاطبه بقوله: (السلام على مسلم بن عوسجة الأسديّ، القائل للحسين عليه السلام وقد أذن له في الانصراف: أنحن نخلي عنكَ؟! وبِمَ نعتذر عند الله من أداء حقّكَ؟! لا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي هذا، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقكَ، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولا أفارقكَ حتى أموت معكَ).
وأمّ خلف من أتباع سيّد الشهداء المخلصات، جهّزت ابنها (خلف) للقتال إلى جانب الإمام عليه السلام بعد شهادة زوجها (مسلم)، ومن ثمّ استشهد ابنها خلف بعد أن استبسل في القتال. كانت من المؤمنات المواليات لأهل البيت عليهم السلام، ومن المجاهدات اللواتي حضرنَ كربلاء، وبعد مصرع زوجها مُسلم بن عوسجة أخذت تشجّع ابنها (خلف) وتدفعه إلى نصرة الإمام الحسين عليه السلام، وأهل بيته الطيّبين.
ولمّا رأى (خلف) مقتل أبيه برز إلى القتال كالأسد، فقال له الحُسَين عليه السلام: (إن خرجتَ وقُتلتَ ستبقى أُمّكَ في الصحاري وحيدة)، فوقفت أُمّه في طريقه وقالت له: (يا بُني اختر نصرة ابن بنت النبيّ صلّى الله عليه وآله على سلامة نفسكَ، وإن اخترتَ سلامتكَ فلن أرضى عنكَ)، فبرز إليهم وحمل عليهم، وأُمّه تناديه من خلفه: (أبشر يا ولدي إنّكَ ستسقى مِن ماء الكوثر)، فقتلَ ثلاثين منهم، ثُمّ نال شرف الشهادة بعدها، وقد أرسل أهل الكوفة رأسه إلى أُمّه فاحتضنت الرأس وقبّلته وبكت، وبكى معها الحاضرون.
هذه التضحية والجود بكلّ غالٍ ونفيس نابعة من قوة عقيدتها، ومعرفة واجبها تجاه إمام زمانها الواجبة طاعته، ومعرفة منزلته عند الله ليُرخص كلّ شيء دونه.(1)
أخترنا لك
خدمةُ الإعارةِ عن بُعد

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة