السيّدة حكيمة بنت الإمام الكاظم عليه السلام

2021/04/18

كان للإمام الكاظم عليه السلام العديد من الأبناء والبنات من امتداد البيت النبويّ الشريف الذين تحمّلوا الظلم والجور من السلطات الحاكمة، ممّا دفعهم إلى ترك الأوطان والانتشار في بقاع العالم ومن بينهم ـ عليهم السلام ـ عالمة جليلة من ربّات العبادة والصلاح، شهدت ولادة الإمام التاسع الجواد عليه السلام ، وهي السيّدة الجليلة بيبي حكيمة فاطمة الصغرى بنت الإمام موسى الكاظم عليه السلام أخت الإمام الرضا عليه السلام. لقد عاشت طويلاً غير أنّ التاريخ لم يذكر لنا عن حياتها وأعقابها شيئاً، وكانت صاحبة النفوذ والعقل، ومطاعة عند العترة الطاهرة، أمرها أخوها الإمام الرضا عليه السلام بأن تحضر عند الخيزران أمّ الإمام الجواد عليه السلام عند ولادتها به، وقد روت كيفيّة ولادته وما جرى له من المعاجز آنذاك(1)، وعدّها البرقيّ في رجاله من الراويات عن الإمام الرضا عليه السلام.(2)
وفي جبال بطريق بهبهان مزار يُنسب لها، أصبح محطّ أنظار الوافدين الشيعة من أجل التبرّك وقضاء الحوائج، ولها قصّة عجيبة يتناقلها الناس عن السبب في كون ضريحها وسط الجبال تدلّ على مدى مظلوميّة أهل البيت عليهم السلام، إذ إنّها كانت تريد أن تزور أخاها الإمام الرضا عليه السلام بعد أن طلبت عائلتها من الحاكم السماح لهم بذلك، فأذن لها هي وأخواتها بالزيارة، ولكنّه قبل وصولهم إلى مدينة مشهد قام بتغيير رأيه، فرفض طلبهم وأرسل جنوده كي يقوموا بقتلهم جميعاً مخافة الفتنة، ومنها تشتّتت القافلة التي كانت تحمل السيّدة بيبي حكيمة وإخوانها، فكلّ واحد منهم لجأ إلى مكان ليختبئ به، وهذا كان حال سيّدتنا فهي قد تاهت بين الجبال العالية والرمال الحارقة.
ومع الوقت وجدها جنود الطاغية وكانوا يريدون قتلها، لكنّها هربت من أيديهم وحاولت اللجوء إلى مكان يحميها، إلّا أنّها لم تجد سوى هذه الجبال الصمّاء، ومنها لم يعد لها أيّ خيار سوى اللجوء إلى الواحد القهّار الذي لا شريك له، فدعت ربّها بحقّ محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم أن ينجيها، فاستجاب الله سبحانه وتعالى دعاءها فشقّ لها الجبل لكي تختبئ فيه، فلم يعثر عليها الأشقياء ودُهشوا من اختفائها العجيب، إلّا أنّ شخصاً منهم رأى أنّ الجبل به رسم مستقيم لم يكن موجوداً سابقاً، ينبثق منه نور ساطع، فعرف بأنّها داخل الجبل، فحاولوا أن يدخلوا، إلّا أنّهم لم يستطيعوا، فشاع خبرها بكلّ أنحاء المنطقة.
.......................................................................................................
(1) المناقب لابن شهر آشوب : ج4، ص394.
(2) تثقيف الأمة بسيرة أبناء الأئمة : ص 403.
أخترنا لك
كَمْ لبِثنَا؟

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة