هل أنت مستعدة للخروج من منطقة الراحة؟

2025/11/30

وئام محمّد المختار/ كربلاء المقدّسة 

كثيرًا ما نسمع بعبارة (منطقة الراحة) التي عرفها بعضهم على أنها حالة نفسية سلوكية يشعر بها الإنسان بالأمان والاستقرار، إذ تصبح الحياة من دون تحديات، فكل ما فيها متوقع ومخطط له، ولا يكون هناك من قلق(1).

لماذا يجب علينا الخروج من هذه المنطقة؟ أليس الاستقرار والأمان مطلوبين، وهما حلم الإنسان؟ إن الخطر يكمن في بقائنا في مكان واحد، وفي عدم تطوير أنفسنا، فلا نتعلم مهارت جديدة، ولا نعرف كيف نواجه مخاوفنا، وعندما نقع في مشكلة ما، لا نعرف كيف نحلها.

ما فائدة الخروج من هذه المنطقة؟

تزداد ثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا، ننمي مهارات جديدة لم تكن موجودة، وننمي عقولنا لمواجهة المشكلات.

هناك إحدى المقولات الجميلة للكاتب الأمريكي (John A. Shedd): (السفينة آمنة في الميناء، لكنها لم تبن لهذا الغرض.)

إذن كيف نتخطى هذه المنطقة ونتحكم بها؟

هناك خطوات عديدة، منها:

1ـ تحديد أهداف جديدة صغيرة، وكلما تعلمنا مهارةً جديدةً زادت ثقتنا بأنفسنا.

2ـ الخوف هو القيد الذي نضعه حول أنفسنا بأفكارنا، وكلما واجهنا مخاوفنا أصبحنا أكثر قوة، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "إذا هبت أمرًا فقع فيه"(2).

3ـ محاسبة النفس المستمرة يجعلها تتطور وتتقدم يومًا بعد يوم.

4ـ اختيار الأصدقاء المحفزين، المرشدين نحو الأفضل، فكلامهم يزودنا بدافع أكبر للمثابرة.

5ـ يجب أن لا ننسى أن الفشل ليس هو النهاية، بل هو جزء من عملية التعليم، فالفشل يبين نقاط ضعفنا وقوتنا، وكل خطوة فاشلة تقربنا إلى النجاح.

إن (منطقة الراحة) مكان مريح، لكنه لا يسمح لنا بالتطور، والتحكم بالنفس يتطلب شجاعةً وصبرًا، ومع الأيام سنجد أنفسنا قادرين على أمر كنا نعتقد أنه مستحيل.

...............................

(1)     ويكيبيديا، بتصرف.

(2)    نهج البلاغة: الحكمة 175.

أخترنا لك
شعبة فاطمة بنت أسد تستضيف ضيفات من لبنان في برنامج (خير الزاد)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة