سارة عبدالله الحلو/ كربلاء المقدسة
قدح من الماء مع سورة الحمد والإخلاص مرتين صباحا، ثم سورة البقرة لمرة واحدة قبل النوم، تناولت عقاقيرها كعادتها كل يوم لتخلد إلى النوم، نور خلف الكوة انتشر ليعم المكان، تعانق الفراشات ورود الغابة التي أهدتها رعاية الرحمن إياها، كانت أجمل استراحة، غفت على أصوات العصافير وصوت الرياح المداعب لأوراق الشجر وسرب الفراشات، راحت في سبات عميق، سرقت من عتمة الليل مسبحتها نجما أضاءت به عتمة الفؤاد، أغلقت أدراج ذاكرتها لتسقي روحها من مشارب النسيان، أجل، فالنوم سلطان سطوته تغلب الملوك.
صعدت جدران الحياة، تسلقت مرتفعات الأفكار بين صعود ونزول، عانقت في أثنائها خيوط الشمس واصطدمت بالأرض، فتحت عينيها على صوت الداعي بالتوجيهات الدينية من العتبة المباركة؛ لتعلم حينها أن صلاة الفجر قد حان موعدها، توضأت بنشوة الكلمات، وانغمست في الذكر تداعب روحها بالمنام الذي رأته؛ لتتأكد بأن الحياة في جعبتها الكثير من الدهشة، ترفعك شأنا تارة، وتعمل على إسقاطك تارة أخرى، حتى في سقوطك عطايا، فرب الخير لا يأتي إلا بالخير، فهو كفيل بأن يغسل روحك من عوالق التصقت بك، والعين التي تسمح لك بمراقبة الأماكن والاستمتاع بالمناظر هي عين الحذر، الحذر مما كنت تتوقعينه لولا سقوطك.