إن المعنى الطبيعي للجوع يتمثل بالشعور في الرغبة بتناول الطعام، فعندما تحدث تقلصات في المعدة، يتبين الفرد أنه بحاجة إلى الطعام، أما الجوع النفسي، فإنه لا يحدث نتيجة لحاجة الجسم للطعام الناجمة عن الشعور بالجوع، بل في الغالب يكون مرتبطا بالعواطف والأحداث اليومية.
للجوع النفسي أعراض عديدة، منها الرغبة الشديدة بالأكل على الرغم من عدم الحاجة إلى الطعام بسبب مشاهدة برامج الطبخ على التلفاز، أو تناول وجبة الإفطار مع وجود مساحة صغيرة من الفراغ بالمعدة، وهناك الجوع الاجتماعي الذي يحدث في أثناء التجمعات والحفلات التي تجمع الفرد مع العائلة أو الأصدقاء، والجوع العاطفي يعد حالة معقدة جدا من الجوع النفسي، إذ قد يصاب الفرد بهذه الحالة في بعض الأوقات التي يمر بها بحالة من الحزن والفراغ، وعند الشجار مع أحد الأشخاص الأعزاء، مما يدفعه إلى تناول أنواع الطعام اللذيذة المفضلة لديه؛ لغرض التخلص من هذا الشعور الداخلي.
هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي تدل على الجوع النفسي، منها الرغبة في تناول الطعام عند الشعور بالانزعاج والتوتر، أو المشاعر السلبية بشكل عام، والشعور المفاجئ بالرغبة في تناول الطعام حتى مع عدم الشعور بالجوع، وتناول أطعمة معينة تشعر الشخص بالراحة، وتكرار التردد على المطبخ والأكل في أوقات غير معتادة، والإحساس بالندم بعد الانتهاء من تناول الطعام، وزيادة الوزن في وقت قصير؛ لذا يمكن اتباع بعض النصائح للتغلب على مشكلة الجوع النفسي، منها الابتعاد عن النظام الغذائي الشخصي الذي يؤدي إلى تنشيط بعض الهرمونات المعقدة التي تؤثر بشكل كبير في بعض الوظائف، ويجب اللجوء إلى خبراء التغذية، وعدم التعرض للإجهاد، وتجنب المثيرات السلبية بجميع أنواعها، سواء كانت من الخطط المرهقة والمتعبة، أو الصراعات والمشاحنات مع بعض الأشخاص، وتقليل الوجبات الخفيفة في العمل، والتي يلجأ الفرد إليها لتخفيف الضغط النفسي العالي في أماكن العمل، وعدم تناول الطعام في أثناء مشاهدة التلفاز أو عند استخدام الحاسوب؛ لأن الشخص يكون مشتتا وغير مدرك لما يحدث بدرجة كاملة، فضلا عن ضرورة ممارسة الرياضة التي تعد من أكثر الأشياء التي تخفف من الضغط النفسي، ويمكن أن تساعد النزهات القصيرة والمشي في الهواء الطلق على تحقيق الهدوء والتوازن، ومن ثم التحكم بالرغبة المفرطة بالأكل بجميع أنواعه.
وأخيرا، علينا أن نتذكر قوله سبحانه وتعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) (الأعراف:31).
