يشهد التعليم في عصرنا الحالي تحولًا جذريًا مع تسارع الابتكارات في مجالي الروبوتات والذكاء الاصطناعي، مما دفع العديد من المؤسسات إلى الاعتماد على الروبوتات في بعض المهام التعليمية مع هذا التطور، فتطرح أسئلة جوهرية بشأن مستقبل المعلم البشري، بخاصة في ظل الحاجة الملحة إلى تطوير مهاراته لمواكبة هذه التغيرات.
في الوقت الراهن، يرى خبراء التكنولوجيا أن الروبوتات قادرة على تحسين النتائج التعليمية عبر دعم المعلمين، لكنها ليست مؤهلة بعد لاستبدالهم بالكامل، وعلى الرغم من أن الروبوتات قد تساعد في بعض المهام، إلا أن التحدي الأكبر الذي يواجه المعلمين اليوم هو الاستمرار في تطوير قدراتهم، إذ إن الأساليب التقليدية لم تعد كافية لتلبية متطلبات المستقبل، فوفقًا لدراسات متعددة، يواجه العالم نقصًا حادًا في الملاكات التعليمية، حيث ينفق حوالي (1,3) تريليون دولار سنويًا على التعليم المدرسي، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى (3) تريليون دولار بحلول عام (2030م)، وفي ظل هذا النقص، ينظر إلى الروبوتات بوصفها جزءًا من الحل لتخفيف الضغط على المعلمين، وليس بديلًا نهائيًا لهم.
تشير التوقعات إلى أن الروبوتات الذكية ستؤدي (25%) تقريبًا من الوظائف بحلول عام (2025م)، ولكن مهنة التدريس ستبقى في مأمن إلى حد كبير من هذا التغيير الجذري، ومن المتوقع أن تتأثر نسبة (1%) فقط من وظائف التدريس بالذكاء الاصطناعي، مما يجعلها أقل عرضة للاستبدال مقارنة بالوظائف الأخرى.
وعلى الرغم من تقدم الروبوتات، إلا أنه يظل المعلم البشري محوريًا في تقديم الدعم العاطفي والإرشاد الشخصي للطلاب، وبعض التقنيات من قبيلiTalk2learn وThinkster Math وCoursera تظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز من التعليم الفردي، ويقدم محتوىً مخصصًا لكل طالب، لكن لا يمكن الاستغناء عن العنصر الإنساني الذي يجلبه المعلم إلى قاعة الدرس.
السباق نحو تطوير المعلم بات أمرًا حتميًا لضمان استمراريته في ظل الثورة التكنولوجية، مما يستدعي تجهيز المعلمين بالمهارات الجديدة اللازمة لمواكبة هذا التطور.