يثار هنا سؤال جوهري، وهو أنه هل هناك اختلاف فيما يلائم الرجل والمرأة في تفاصيل تشريعية أو تطبيقية للتشريعات العامة أم لا؟
وهذا السؤال بدوره يترتب على السؤال عن طبيعة التكامل بين ثنائية الجنسين: الذكر والأنثى، فالتكامل بين شيئين قد يكون من قبيل تكامل المتماثلين، كما في بعض الأبواب التي تتألف من مصراعين متماثلين تماما، وإنما يحصل التكامل بضم أحدهما إلى الآخر، وكما في لجنة علمية أو فنية أو إدارية مؤلفة من أفراد ذوي اختصاص واحد.
وقد يكون التكامل بين شيئين من قبيل تكامل المختلفين، كما في بعض الأبواب التي تتألف من جزأين مختلفين، قد يمتاز كل منهما بمزايا تفي ببعض حاجات الناس، ولكنهما في النهاية يكونان بابا كاملا، وكما في لجنة مؤلفة من اختصاصات مختلفة عندما تكون المهمة التي ألفت اللجنة لأجلها ذات أبعاد مختلفة ومتعددة، وعليه فإذا كان تكامل الرجل والمرأة من قبيل تكامل المتماثلين تماما، لم يكن هناك ما يقتضي اختلاف التشريع اللائق بهما، وأما إذا كان تكاملهما من قبيل تكامل المختلفين، فإن من الطبيعي أن يختلف التشريع الملائم معهما في بعض تفاصيله وتطبيقاته(1).
................
(1) رسالة المرأة في الحياة: ص20ـ21.