بادرة إنسانية مميّزة تنظّمها شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

1970/01/01

مع بزوغ شمس يوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك استيقظ حسن وحسين من نومهما ليستعدّا للذهاب إلى المدرسة، لكن ما يشغل الذهن الآن هو الزيارة السنوية التي اعتادا المشاركة فيها كلّ عام في مثل هذا اليوم والذي رسخ في ذاكرتهما منذ الصغر مع ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، توجّه حسن وحسين إلى المدرسة وهما يحسبان الوقت، وما هي إلّا ساعات ورجع الطفلان إلى المنزل وبدأت مرحلة الاستعداد للزيارة المنتظرة.

الساعة الرابعة مساءً، - أمّي لقد وصلت السيارة...

نداء مشترك لكلا الطفلين بأعلى صوتيهما.

 ركبا السيارة وتوجّها لجمع بقية الأسر المشاركة وهما يشاهدان شوارع المدينة وقد ملأ الفرح صدريهما وبدا ذلك على عيونهما المليئة بالحبّ والسعادة لما يحمل الطفلان من ذكريات جميلة عن وجهتم التي يرومانها...

أمّا عن تلك الطفلة ذات الملامح الجميلة البالغة من العمر( 5) سنوات، المستمرّة بالقفز والمناداة على أمّها أن تستعجل بتحضير  أخويها، فمستغرقة بالتفكير بالمكان الذي تريد الذهاب إلية وقد سمعت من والدتها عن جمال المركز وقاعاته ولطافة المعلّمات اللاتي سوف يلعبنَ معها، وهي تفكّر بالهدايا التي سوف تحصل عليها...

-أهمّني وأخذ حيّزًا من تفكيري توفير كسوة العيد لأطفالي الأربعة، فكلًّا منهم يكرّر السؤال عليّ:

-هل ستشترين لنا ملابس العيد أسوةً بأقراننا من الأصحاب أم لا؟

صاعقة تضرب رأسي وأنا أتلقّى تلك الأسئلة المتكرّرة مع محدودية الدخل التي تعيقني عن شراء الملابس لهم جميعًا دفعة واحدة، وإن عجزتُ عن تلبية حاجة أطفالي إلّا أنّ الكرم الحسني اليوم أحاطنا...

(400) فرد بين سيّدة وفتاة وطفل استضافتهم شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية في ضمن برنامج خاص بالعوائل المتعفّفة والأيتام في ذكرى ولادة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) في مركز الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) وبحضور نسوي واسع من قِبل الإدارات النسوية في العتبة العبّاسية المقدّسة ليشاركنَ في هذا الحفل البهيج.

قالت السيّدة بشرى جبّار الكناني مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية: إنّ هذه البادرة انطلقت مع افتتاح مركز الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) لترسم البسمة على وجوه العوائل المتعفّفة والأيتام مع ولادة سبط رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، وكانت بمبادرة سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) ومباركته لدعم هذه العوائل بالسلّات الغذائية وكسوة العيد، إضافة إلى تنظيم الإفطار الجماعي للحاضرين وتزويد مَن لم يستطع الحضور إلى الحفل بوجبات الإفطار .

وأضافت الكناني: أنّ العوائل التي شملتها هذه الرعاية هي من جميع مناطق كربلاء المقدّسة، وتتواصل معهم الشعبة طوال العام وتحاول أن توفّر لهم الاحتياجات اللازمة، وهذا من البرامج الإنسانية التي تبنّتها الشعبة على مدى مسيرة عملها.

وبيّنت الكناني أنّ منهاج الحفل تنوّع بتنوّع الحضور، إذ أُعدّ برنامج خاصّ للأطفال تشرف عليه مجموعة من منتسبات الشعبة ليتوافق مع أعمارهم ويحاكي رغبتهم، وبرنامج آخر للفتيات والذي ركّزنا فيه على تناول مواضيع ثقافية وتنموية لتعزيز الجانب المعرفي لدى الفتاه الناشئة، وقد كان على شكل مسابقات تفاعلية هادفة، فيما وُجّه للأمّهات برنامج تثقيفي متنوّع يحوي محاضرة دينية وتوجيهية، وأخرى تشتمل على تناول الأحكام الفقهية، ليُختتم البرنامج بعد وجبة الإفطار الجماعي بحفل اشتمل على ترانيم الولاء والوفاء للإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) بمشاركة شعبة الخطابة الحسينية النسوية.

انتهى يوم الطفلين حسن وحسين في مركز الصدّيقة الطاهرة ( عليها السلام) وقد تجوّلا في أروقتها مستمتعينِ بالفقرات التي قُدّمت،  وارتسمت الابتسامة على وجوه الجميع وهم يردّدون مع المنشدة كلمات الأهازيج التي حفظوها رافعين الأيادي مستبشرين خيرًا، متبادلين التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الميمونة.

bab6fdec71

bfd9790724

أخترنا لك
السيدة شاه زنان

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة