رسالة تعزية من عميد المنبر الحسينيّ الدكتور الشيخ أحمد الوائليّ
(رحمه الله) إلى العلَّامة الشيخ محمد باقر الناصري (طاب ثراه)
بوفاة والده آية الله الشيخ عباس الخويبراوي الناصري (قدس سره)
والتي توافق (٢٤ ذي الحجة ١٣٨٦هـ)، وبالميلادي (٥ نيسان ١٩٦٧
م).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الأخ الشيخ محمد باقر (دام
محترمًا)
تحية وتقدير وبعد:
أكتبُ إليكَ وأنتَ في غمرةِ المصابِ المؤلمِ؛
بفقدِ والدِكَ، بل والدِ الناصريةِ كافة، الذي كان مثالَ رجلِ
الدينِ العازف عن الدنيا، البعيد عن البهرجةِ، المساير للفطرةِ
السليمةِ بدون تكلُّفٍ ولا تعقيدٍ، مع عزَّةٍ في النفسِ، وكرمٍ في
الطباعِ، وروحٍ كبيرة، وجهدٍ في أداءِ رسالتِهِ الدينيةِ، وحُبّ
للخيرِ، وسعي متواصلٍ في ميادينِهِ الدينيةِ خاصة لا يحيدُ عنها،
فكان بذلك شخصًا قد جمع ما قد لا يتسنى لغيرِهِ أن يجمعَهُ، وقد قضى
عمرًا طويلًا لم ينحرفْ فيه عن جادةِ الاستقامةِ مع وجودِ هزَّاتٍ
نَدَرَ أنْ يصمدَ أمامَها إلا القليل من الرجالِ.
فرحم الله روحَهُ الطاهرةِ، وجزاهُ عن سعيهِ
خير جزاءِ العاملينَ، وأسبغَ عليهِ رحمتَهُ ورضوانَهُ، وجعلكَ خير
خلفٍ لخيرِ سلفٍ، وأخذ بيدِكَ؛ لِأداءِ رسالتكَ في وقتٍ هو بأَمَسِّ
الحاجةِ إلى الناهضينَ العاملينَ، الجاعلينَ من أنفسِهِمْ مشاعلَ
تنير الطريقَ، وقد كان بودِّي أنْ أُساهمَ بدوري في ذكراهُ
وتأبينِهِ، ولكنِّي مع شديدِ الأسفِ حُرِمْتُ من حُضورِ الفاتحةِ
وحُضورِ التأبينِ.
ولأن غبتُ بجسدي عن حضورِ حفلِكم، فروحي معكم،
وعواطفي مَشْبُوبة في وهجِ الذكرى، وإكباري لفقيدِكُم، وأملي
بأنَّكم ستخلفونه خير عزاء.
صانَكُمُ الله وحفظَكُمْ للناصريةِ أبًا لما
كان أبوك من قبل، وإنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) للمزيد عن تأبين الشيخ عباس الخويبراوي (قدس)، ينظر الفصل الأول
من كتاب ((الشيخ الخويبراوي سيرة عطرة من أوراق مبعثرة)).