في ليلة من ليالي شهر رمضان والساعة تشير إلى ( 12 ليلاً) جاء جلاوزة
صدام العفلقي إلى دار الشهيد السيد محمد تقي الجلالي (رحمه الله) في
النجف الأشرف - الحنانة - وطرقوا الباب بقوة ففزعت العائلة وأقبل نجل
الشهيد الأكبر بحذر نحو الباب وسألأ عن هوية الطارق.
قال أحدهم : غداً تهيؤا لأجل الذهاب إلى بغداد لأن السيد الجلالي
سيطلق سراحه وتأخذوه معكم إلى النجف الأشرف ، ففرحوا وطرب الأطفال
لأنهم لم يشاهدوا أباهم منذ ( 9 أشهر).
وفي الصباح الباكر خرج السيد علي الهادي واستأجر سيارة لتنقلهم إلى
سجن أبي غريب في بغداد ، فواجههم عملاء صدام ونقلوهم إلى الطب العدلي
، وفاجؤوهم بتسليم جثمان الشهيد الطاهر المشوّه من كثرة التعذيب
والتنكيل ، فتحول الأمل حسرة والفرح حزناً مريراً.
وطلبوا من العائلة نقله إلى وادي السلام في النجف الأشرف ويدفن هناك
فوراً بدون إخبار أحد و لازمهم الجلاوزة للرقابة والتهديد ولما وصلوا
إلى وادي السلام كان في انتظارهم عملاء آخرين مهيئين لِحدَاً في منطقة
مجهولة من الوادي ودفن بدون غسل ولا كفن.
الصورة : السيد الشهيد محمد تقي الجلالي [قدس سره].