كان المرحوم المقدس آية الله السيد محمد رضا الخرسان (قده) يحترم
كثيراً أساتذته، فعند ذكر أحدهم بمحضره، يروي لك بعض خواطر أستاذه
العلمية والأخلاقية، ويترحم عليه، ويدعو له حياً كان أو ميتاً، ويقرأ
له الفاتحة ويدعو من حضر لذلك.
ويحترم ولده أو حفيده أو سبطه، ويقرّبه عنده، ويحفّه بالسؤال عن
أحواله، ويشعر من يتصل به عظمة الانتساب إليه، وكان يملأ فمه بكلمة
(كان رحمه الله أستاذي)، ويقولها بافتخار وتعظيم.
رحم الله تلك الروح الطاهرة التي علمتنا تلك الدروس العملية
والعلمية.
والأستاذ في الحوزة العلمية لايأخذ أجرة على درسه، وتراه قد شغل نفسه
بتلامذته، وترك كلّ مايتعلق به؛ ليتوجه بكلّه صوب من يأخذ عنه.
واحترام الأستاذ يختلف باختلاف المواطن فالذكر الجميل والدعاء في مظان
الإجابة والصلاة والزيارة عنه وتفقده بالزيارة والسؤال والوقوف عند
قدومه، ومتابعة الآداب قولاً وفعلاً، والترحم عليه، كل ذلك حلقة من
سلسلة احترام الأستاذ، ولا أبخس حقّ الأستاذ التربوي، فله كل الود
والاحترام والدعاء.
وقد كتبت في حالة الواتساب جملة (احترم من علمك) وبقيت منذ سنوات دون
تغيير، لتكون الجملة عبرة ودرس لكلّ تلميذ أخذ حرفاً واحداً من
أستاذه، فاحترم من علمك.