الرجل غير المناسب في المكان المناسب

2021/08/23

 من عادتي في مؤلفاتي عن المراقد أن استوفي البحث بما يتعلق بالمرقد الذي اكتب عنه من وثائق وكتب رسمية،وتعلمون أن دائرة الأوقاف غنية بذلك.
في سنة ٢٠٠٥ م زرت دائرة أوقاف الحلة لأبحث عن وثائق تخص مقام الإمام المهدي (عج) في الحلة، فوجدت وثائق عدّة ومنها وثيقة عثمانية فيها ذكر المقام ومقام آخر للإمام (عج) في خاقان الحلة، وآخر له في الكفل، وذكرت للأسف الشديد رقم الوثيقة ولم أنشرها في آخر كتابي.
ثم عثرت على مقام خاقان بعد ١٦ سنة، فرجعت للأوقاف لأصور تلك الوثيقة لأكتب عنه، ولكني لم أفلح، فقد ضاعت الوثيقة وذهبت بين أكداس الوثائق وتلفت.

وفي عام ٢٠٠٧م زرت دائرة أوقاف النجف الأشرف لأبحث عن وثائق تخص مقام الإمام المهدي (عج) في وادي السلام فسألت الموظفين فتعجبوا من سؤالي، فهم لم يسمعوا بالمقام ولم يعرفوا مكانه، رغم قدمه الذي يناهز مئات السنين، وأحالوني على غرفة أخرى فكذلك لم يسمعوا به، وأحالوني على غرفة أخرى فتحيروا في الجواب؟!
ثم احتمل أحدهم أن وثائق المقام في إضبارة مرقد نبيي الله هود وصالح عليهما السلام، وصح احتمالهم فوجدت وثائق قليلة عن المقام فنشرتها في الكتاب.

ومرة زرت دائرة أوقاف كربلاء بخصوص طلب وثائق تخص مقام الإمام المهدي (عج) في كربلاء فأراني المدير غرفة فيها الاضابير مكدسة إلى السقف - من دون مبالغة - فصعب علي الأمر وشقّ، وتركته.

فمن المؤسف أن يكون حالنا هكذا، من دون تنظيم وتصوير وأرشفة لذلك التراث العظيم، ومن المؤسف أن لايحوّل هذا التراث إلى كتب مطبوعة،  بينما تجد كل وثائقنا في تركيا محفوظة وتباع بالأموال، فإلى متى يكون الرجل غير المناسب في المكان المناسب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.   


أحمد علي الحلي- النجف الأشرف.
أخترنا لك
فائدة في( خبر مكتبتي السيد عيسى العطار والشيخ مشكور)

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة