صور من أداء الأمانة

2021/06/07

:

وأنت تتجول في مدرسة النجف الأشرف تجد من يدرّسك دون سبورة وصفّ وطباشير، ومدرسة يرن جرسها في كلّ حين، بل درسها عملي تجده في مسجد مرّة ومرّة في بيت عالم أو مجلس علم أو في طريق يرتداه طلبة العلوم.

ومن دروسها التي يتأثر بها الإنسان صور من أداء الأمانة، فعندما يستعير المحقق آية الله السيد محمد مهدي الخرسان دام ظلّه كتاباً يطالعه، لا يهمش عليه بكلمة أو حرف، بل يكتب فوائده وتعاليقه وتصحيحاته ومافات الكاتب منها في ورقة مع الإشارة إلى رقم الصفحة والسطر من الكتاب، وعندما يسلّمه لصاحبه، يقول له: من عادتي أني أهمش على كتبي، ولما كان الكتاب أمانة عندي، كتبت الملحوظات في ورقة على حدة.
وعندما تستلمه تجد في داخله ورقة مكتوب فيها: (الكتاب أمانة عندي لفلان).

ومن عادته دام ظله أنه يطالع الكتاب من الجلد إلى الجلد، ويعلّق ويصحح في حاشية الكتاب الذي يكون بين يديه، فكل كتاب في مكتبته عندما تفتحه تجد في قميص الكتاب ثبت بأرقام الصفحات التي عليها خط قلمه، لتكون دليلا له ولغيره فيما بعد.
 وطبعت تعاليقه على كتاب الذريعة في مجلة تراث الشيعة، بعد ما جمعوا تعاليقه على كتاب الذريعة المطبوع.
وكان من عادته أيضاً إذا سلّمه أحدهم أمانة يأخذها ويسجل عليها بقلمه اسم الشخص وجهة الأمانة، وإذا سلّم هو أمانة لأحد تجد ذلك أيضاً عليها.
ورأيت هذه الصور  أيضاً عند الحجّة السيد محمد صادق الخرسان حفظه الله، وكلّ ذلك خوف الفوت، وشدّة الحرص على أداء الأمانة والحفاظ عليها.
حفظهم الله جميعاً وأمدّ في أعمارهم، هذه من دروسها وكفى بها معلماً ومعلِّماً.

الصورة اليوم عصر الاثنين  ٢٢ شعبان : السيد الخرسان والشيخ رضا المختاري حفظهما الله تعالى.
أخترنا لك
إطلاق فعّاليات النسخة الأولى من المؤتمر العلميّ الدوليّ للتراث الكربلائيّ ومكانته في المكتبة الإسلاميّة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة