قالوا عنه: من أعلام كربلاء ومراجعها المشهورين بالتقوى، ولد في
كربلاء المقدّسة سنة (1313 هـ) ونشأ فيها، وكان يؤمّ الجماعة في صحن
سيّدنا العباس (عليه السّلام)، كما وكانت له يد طولى في الوعظ
والخطابة والإرشاد، توفي سنة (1391 هـ)، ودفن في مقبرتهم الخاصّة في
الجهة الغربيّة من صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام)، من آثاره:
(سبيل الرشاد) وهي رسالة عملية مطبوعة.
أقول: ومما سمعته شفاهاً من الوالد السيد جعفر الموسوي (سلّمه الله):
أنه كان يقرأ لسنين طويلة في بيت جدّي المرحوم السيد عبد الحسين
الموسوي الملقّب بـ (أبي لحية) المتوفى سنة (1392هـ)، في محلّة (باب
الطاق)، صباح كلّ يوم من العشـرة الأولى لشهر محرّم الحرام، واستمر في
القراءة فيه حتى السنين الأخيرة من عمره.
ومن ذكريات هذا المجلس: أنه كان يزدحم بالناس، ويحضـره العلماء
والفضلاء، وكان (رحمه الله) يُلقي على سامعيه الأحاديث المنقولة عن
المعصومين (عليهم السلام) مع تحفّظ على ضبطها ودقّة في قراءة ألفاظها،
وكان المجلس يضج بالبكاء الشديد وخاصة عند ذكر مصائب المعصومين (عليهم
السلام) وما جرى عليهم من الآلام والفجائع على أيدي أعدائهم وغاصبي
حقوقهم، وكان ينعقد مجلس علمي حافل بينه وبين بعض الأفاضل من
المستمعين- حال انتهاء المجلس المتعارف- للتفقّه بالدين، والحقّ فإن
لخطاباته ومواعظه آثاراً خاصّة وذات جذابيّة تكسب إليها كلَّ القلوب
حتى ولو كانت على حساب الوقت.
ومن الذكريات أيضاً: أنه في سنيّ حياته الأخيرة كان مستمراً في خدمة
هذا المجلس، وحرصاً منه على مواصلة حضوره وبسبب تقدّمه في السن وضعفه
الشديد واستيلاء الأمراض عليه كان لا يستطيع المجيء إلى المجلس مشياً
على قدميه بل كان يركب على (الدابّة)، فكانت هيئته من حيث أجواء عشـرة
محرّم الحرام وعمره وشيبته وتقوّس ظهره وركوبه على الدابّة تُثير شجى
وحزن من يراه وهو في أزقّة منطقة (باب الطاق) ليصل إلى المجلس
المذكور.
بقلم: السيد حسين السيد جعفر الموسوي.