بذل مركزُ تُراثِ كربلاء التابعُ لقسمِ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ
والإنسانيةِ في العتبةِ العباسيّةِ المقدّسةِ، جهودًا كبيرةً في عامِ
2020م، وحقَّق عددًا من المنجزاتِ المهمةِ على الرغمِ من توقفِ
الحياةِ في النصفِ الأوّلِ منه بشكلٍ تامٍ تقريبًا؛ بسببِ جائحةِ
كورونا.
واستطاعت إدارة المركز أن تكيّف العمل وأن تتكيّف والظرف الصحي
الراهن؛ فبادرت بوضع الخطط، من أجل الاستثمار الأمثل للموارد البشريّة
والعينيّة؛ لتسهم في تحريك عجلةِ الإنجازِ نحو الأمامِ من دون أنْ
تتأثر بالمحيط الخارجي، وقد نجحت بذلك إلى حدٍ كبيرٍ، وخير دليلٍ على
ذلك ما حققه المركزُ في هذهِ السنةِ.
مديرُ مركزِ تُراثِ كربلاء فضيلةُ السيدُ الدكتور إحسان علي الغريفيّ،
تحدّث لنا عن منجزاتِ المركزِ قائلًا:
"قدّم منتسبو مركزِ تُراثِ كربلاء جهودًا مشكورةً في هذه السنةِ،
تكلّلت بتحقيقِ عددٍ من المنجزاتِ المباركةِ، وإقامةِ نشاطاتٍ مميزٍة
كمًّا ونوعًا، سنذكر أهمَها على نحوِ الإيجازِ لا التفصيل؛ لكثرتِها
وتنوّعها"
"الإصداراتُ التي أبصرت النورَ هي: (كتاب عَلَم الهداية في
غياهبِ الظّلمات لإدراك الأحكام الشرعيّة، وكتاب أجوبة المسائل
الثلاث، وكتاب رسالة في نفي حجيّة مطلق الظن، وكتاب رجال الشيخ
الأنصاري/ ثلاثة أجزاء، والعدد الأول من مجلّة تراث كربلاء المخطوط،
والعدد المزدوج الأول والثاني/المجلد السابع/ السنة السابعة من مجلة
تراث كربلاء، والعدد المزدوج الثالث والرابع/المجلد السابع/ السنة
السابعة من مجلة تراث كربلاء، والأعداد الرابع عشر والخامس عشر
والسادس عشر من مجلّة الغاضريّة الفصليّة).
وهنالك إصداراتٌ أُخر سترى النورَ قريبًا، وهي قيد الطباعةِ الآن،
ومنها: (كتاب المقباس الجلي في فضل الصلاة على النَّبي صلّى الله عليه
وآله، وكتاب مختصر ثواب الأعمال، وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر من شرح المختصر النافع، وديوان ذخائر المآل في مدح المصطفى
والآل، وكتاب الشمعة في أحوال ذي الدمعة، والعدد السابع عشر من مجلة
الغاضرية الفصلية)"
وأضاف الغريفيّ:
"أمّا بالنسبةِ للنشاطاتِ المعرفيّةِ والعلميّةِ، فقد كان في مقدمتِها
عقد مؤتمر دولي عبر الانترنت تحت شعار(تراثنا هويتنا)، وبعنوان
(التُراث الكربلائيّ ومكانته في المكتبةِ الإسلاميّةِ) شارك فيه
باحثون من العراق وسوريا ولبنان ومصر وبريطانيا والمانيا وإيران،
وكذلك أُقيمَت ندوة تراثيّة إلكترونيّة عبر برنامج ( FCC) وُسِمَت
بـ(كيف تُكتب موسوعة تراجم العلماء المصادر-المنهج)، حاضر فيها
الأستاذ احمد علي مجيد الحلي، كما قامت إدارةُ المركز بعقد اجتماعات
دورية إلكترونيّة وحضوريّة لأعضاء الهيأة التحريرية والاستشارية لمجلة
تراث كربلاء؛ لمناقشة الأمور المتعلقة بالمجلة، فضلًا عن الاجتماعاتَ
التداوليّة التي تعقدها الإدارةُ مع منتسبي المركز بين مدّة وأخرى
وفقًا لما تقتضيه الحاجة، أمّا الدورات التطويرية التي أقمناها، فهي
دورة (منهج البحث العلميّ)، والتي استمرت لمدة سبعة أيّام؛ لرفع مستوى
التأهيل والكفاءة للملاكات المشتغلة في البحث والكتابة، ودورة في
الفهارس الفنيّة للكتب؛ لزيادة مهارة العاملين في مجال التحقيق"
واختتم قائلًا:
"نسأل الله تعالى أن يتقبل منّا جهودنا بأحسن القبول، ويوفقنا في
السنة القادمة لتقديم المزيد تحت ظلال المولى أبي الفضل العباس "عليه
السلام"، وأن يوفِّق كلّ من دعمنا وساندنا وكان عونا لنا ولا سيّما
المتولي الشرعي للعتبة العباسيّة المقدَّسة سماحة السيد أحمد الصافي
"دام عزه"، ورئيس قسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانية فضيلة الشيخ
عمار الهلاليّ "دام توفيقه".
الجديرُ بالذكرِ وإضافةٌ إلى ما تقدم، فإنَّ مركزَ تُراثِ
كربلاء استقبل عددا من المختصّين والأكاديميين المشتغلين في المجالِ
التراثيّ، ومدَّ يدَ العونِ لهم، وتواصل مع مجموعةٍ من المؤسساتِ
الثقافيّةِ والمعرفيّةِ، كما حظيّ بزيارةِ عددٍ من القنواتِ
الفضائيّةِ والوكالاتِ الإخباريّةِ التي لفت انتباهَها ضوءُ منجزاتِه
المتعددةِ والمتنوعةِ.