سلّط مركزُ تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة
والإنسانيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، الضوءَ على منهج الشيخ
يوسف آل عصفور البحرانيّ في التعامل مع دلالة الحديث، وآليّات الإلمام
بها والمبادئ التي صدر عنها في ثنايا مدوّنته الفقهيّة الضخمة:
(الحدائق الناضرة).
كان ذلك من خلال إصدار الكتاب الذي توسّم بـ(فقه الحديث عند المحقّق
البحرانيّ في موسوعة الحدائق الناضرة) لمؤلّفه الشيخ أمين حسين نوري،
وقام بمراجعته وضبطه ووضع فهارسه مركزُ تراث كربلاء إذ جاء ب185
صفحةً، وتمَّت طباعة 500 نسخة منه -كطبعةٍ أولى- في دار الكفيل
للطباعة والنشر والتوزيع.
مؤلّفُ الكتاب الشيخ أمين حسين نوري بيّن لشبكة الكفيل قائلًا: "احتوى
الكتاب على أربعة فصولٍ كانت على النحو الآتي:
الفصل الأوّل: إطلالةٌ خاطفة على حیاة الشيخ البحرانيّ، ومکانة تراثه
في المنظومة الفقهیّة الشیعیّة، کما تحدّثنا عن فقه الحدیث وأهمّیّته،
ثمّ عن الضرورة التي دعت إلی إخضاع هذا الموضوع للبحث.
الفصل الثّاني: رصد کیفیّة تعاطي البحرانيّ مع دلالة الظّواهر
الحدیثیّة، موضّحین عناصر بالغة الأهمّیّة في فکره بهذا المجال، من
نحو محاولته التأكّد من «صحّة نصّ الحدیث» عبر المقارنة بین روایاته
المختلفة في المصادر الأصل، کما أشرنا إلی ما وقع فیه بعضُ الفقهاء من
الأخطاء في هذا المجال، لتلیه دراسةُ ضوابط فقه المفردة الحدیثیّة،
التي من أهمّها نظرته في النّهج الصّحیح لتفسیر المفاهیم الواردة في
النّصوص وتطبیقها علی مصادیقها.
الفصل الثّالث: معالجة المعنی العامّ للحدیث، وکیفیّة الإحاطة به،
محاولین الکشف عن مبادئ صاحب الحدائق من نحو دلالة الأمر علی الوجوب،
ودلالة النّهي علی التّحریم، وحمل إطلاق الرّوایات علی الأفراد
الشائعة المتکرّرة الوقوع، کما تطرّقنا إلی الضّوابط العامّة لفهم
المعنی المراد من منظار الشّیخ.
الفصل الرّابع: تناول حديثاً موسّعاً عن ظاهرتین مهمّتین في تاریخ
الموروث الحدیثيّ، وهما: تعارض الرّوایات، ونقد الحدیث، فسلّطنا
الأضواء أوّلًا علی منهج الشّیخ في مجال التّعارض والحلول التي قدّمها
بهذا الشأن، کما عرضنا ثانیاً للحدیث عن المرجّحات المقعّدة میدانیًّا
في الحدائق؛ لندرس بعدها الانتقادات التي سجّلها علی متون بعض
الرّوایات التي وَجَدَ فیها تصادمًا مع مسبقاته الثابتة کلامیًّا أو
فقهیًّا، لننتهي إلی نهایة الحلقة مع الفصل الخامس الذي أجملنا فیه
أبرز مخرجات الدّراسة".