أكّد رئيسُ قسم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة العبّاسية
المقدّسة الأستاذ صادق لازم الزيدي، أنّ الصيانة المتحفيّة التي تقوم
بها ملاكاتُنا، تتمّ وفقاً لأحدث معايير الترميم والصيانة المتحفيّة
المتّبعة في عددٍ من المتاحف العالميّة، وقد استطعنا خلال فترةٍ
زمنيّة ليست بالطويلة ترميم مقتنياتٍ متحفيّة عديدة، ومن تلك القطع
التي أُبدِع في ترميمها هي الأسلحة الناريّة القديمة، التي تعود لحقبٍ
زمنيّة مختلفة، وتُعدّ وثيقةً تاريخيّة مهمّة، وشاهدةً على حملات
الغزو والحروب عبر التاريخ.
وأضاف: "تقع أعمالُ الترميم هذه على عاتق وحدة الترميم التابعة لشعبة
مختبر متحف الكفيل، ولديها فريقُ عملٍ متخصّص يمتلك من الخبرة
والكفاءة الشيء الكثير، واستطاع أن يرمّم ويصون عدداً من الأسلحة
الناريّة سواءً كانت بنادق أو مسدّسات، وقد اكتسب الفريقُ هذه الخبرة
من الدورات التي زُجّ فيها إضافةً الى تطبيقه العمليّ لمخرجات أيّ
دورة، فضلاً عن ذلك التخصّص الدقيق للمرمّم، ولأنّ متحف الكفيل يعجّ
بهذا النوع من القطع المتحفيّة (الأسلحة الناريّة) سواءً المعروضة أو
المخزونة، والعمل جارٍ على ترميم ما تبقّى من القطع أو ما يرد الى
المتحف من هدايا".
من جانبه بيّن المرمّم حسين علي المعمار مسؤولُ وحدة الترميم في
المتحف: "أنّ ترميم الأسلحة يتمّ ضمن معايير ترميميّة للصيانة
المتحفيّة المعتَمَدة، حفاظاً عليها من التلف وتجهيزها للعرض المتحفيّ
والمحافظة عليها لفتراتٍ طويلة، وجعلها في حالةٍ أقرب ما تكون لحالتها
الأصليّة، وتختلف أعمال الترميم باختلاف القطع المرمّمة سواءً كانت
بندقيّةً أو مسدّساً".
موضّحاً: "أنّ عمليّات الترميم والصيانة هذه تتمّ وفق طرقٍ علميّة
وفنّية، وأنّ الملاكات العاملة على ذلك تُجيد التعامل مع النفائس
وقيمتها التاريخيّة، بحيث لا تتعرّض أيّ قطعةٍ للضرر أثناء أعمال
الصيانة، وتمرّ كلّ قطعةٍ بمراحل عديدة أهمّها:
أوّلاً: التصوير قبل المعالجة بشكلٍ عام، ليتمّ من خلاله معرفة
الأضرار في الأجزاء الخشبيّة أو المعدنيّة.
ثانياً: مراحل ترميم البدن الخشبيّ لكلّ قطعة سلاح، وتشمل تنظيف
القطعة وفحصها مختبريّاً، من ثمّ الشروع بأعمال الترميم والاستكمال
للكسر في البدن الخشبي إن وُجِد، وتدعيم القطع الصغيرة المكسورة في
البدن الخشبي والأجزاء المفقودة منه، بعد أن يتمّ نحتُها حسب الشكل
الأصليّ المفقود (اعتماداً على الطراز العام للبندقيّة)، ليتمّ بعد
ذلك تركيبها على الجزء الأصلي.
ثالثاً: صيانة المعدن تتمّ باستخدام الطريقة الميكانيكيّة أو
اليدويّة، وباستخدام موادّ مخصّصة لهذا الغرض مع المحافظة على نقوشها
وزخرفتها دون التأثير عليها، كذلك تتمّ أعمال تثبيت ما فُقِد من
أجزائها بعد أن يتمّ تصنيع هذه الأجزاء تبعاً للقياسات المطلوبة".
وتواصلُ كوادرُ وملاكات مختبر متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في
العتبة العبّاسية المقدّسة، أعمال الترميم والصيانة وفق الطرق
العلميّة والفنّية للقطع الأثريّة والنفائس التي يضمّها المتحف، سواءً
المعروضة منها أو التي لم تُعرض.
يُذكر أنّ متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة العبّاسية
المقدّسة، يعتبر أحد أهمّ المتاحف التي افتُتِحَت في عتبات العراق
المقدّسة وأوّلها، ويضمّ عدداً كبيراً من النفائس والمقتنيات الأثريّة
التي يرجع البعض منها الى مئات السنين، الأمر الذي دعا الى التوسّع في
العمل المتحفيّ من أجل المحافظة على تلك
المقتنيات.