المرحوم آية الله الشيخ جواد بن عبّاس الكربلائيّ، ويلقّب
بـ(حنائي)، ولد في كربلاء، وأصله من مدينة يزد، توفي في طهران سنة
1432 آخر شهر ذي القعدة يوم وفاة الإمام الجواد (ع) عن 84 عاما ، ودفن
في قم بعد ان شيع تشييعا لائقا به حضره العلماء ومختلف طبقات اهل
العلم والوجهاء من اهل طهران وقم . وهو مؤلِّف كتاب (الأنوار الساطعة
في شرح زيارة الجامعة)، يقع في خمسة مجلّدات . قال عنه السيد محمدحسين
الرضوي الكشميري : تعرّفت عليه أيّام إقامتي في مدينة قمّ المقدّسة،
وكانت مناسبة التعرّف أنّي دعيت لحضور مجلس عزاء الإمام الحسين
(ع) في قمّ، فكان هو خطيب المجلس ، فرأيته ليس كسائر الخطباء
الذين اعتدنا على رؤيتهم على المنابر ، انه بحر زاخر من المعارف
الإلهيّة والمسائل الاعتقاديّة، وعالم جليل، وفي آخر محاضرته يذكر
شيئاً من مصائب كربلاء وأحداث يوم الطفّ، وتكرر حضوري لمحاضراته مرات
اخرى، وتوطدت علاقتي به وكثر ترددي عليه ، وذات يوم وأنا جالس عنده في
داره وفي حجرة مطالعته ومكتبته فتح باب احدى خزائن الكتب فلمحت حزمة
أوراق قديمة لونها يوحي بقدمها وهي من القطع الكبير متراكمة بعضها فوق
بعض ، فأخذني الفضول وسألته عنها؟ فقال: لي هذه تقريراتي لدرس سماحة
السيّد الخوئيّ أعلى الله مقامه ، وحكى لي بعض ما يتعلّق بتلك الدورة
الأصوليّة التي كتبها، وذكر أنّه بقي يحضر درس الأصول للسيّد الخوئيّ
حتى بعد إكماله تلك الدورة واستئنافه دورة أصولية ثانية.
قال السيد الرضوي الكشميري : سمعت منه مباشرة، قال: قبل أن
أتزوّج كنت أسكن مدرسة البخارائيّ في النجف الأشرف الواقعة في نهاية
سوق الحويش، وصادف أنّي ذات يوم كنت قرب باب القبلة للصحن الشريف
فصادفت السيّد السيستاني ( يقصد: سماحة المرجع الاعلى) وهو يحمل حقيبة
سفره في أوّل وصوله للنجف فسلّمت عليه وقلت: متى الوصول؟ قال:
الآن.
قلت: أين تنوي النزول والسكن؟ فقال: لم أعيّن مكاناً.
فقلت: هلمّ معي في حجرتي .ّ قال : فكنا معاً في حجرة واحدة
قرابة شهر إلى أن فرغت إحدى الحجر في المدرسة فانتقل اليها.
كان ذلك أوائل سنة ١٣٧١هـ.
احمد علي مجيد الحلي النجفي