حسرة السيّد محسن الحكيم!

2020/08/09

احمد علي مجيد الحلي النجفي

السيّد محسن الحكيم [المتوفى ١٣٩٠هـ] الذي كان من أكابر الفقهاء وإليه رجع معظم الشيعة بالتقليد، في يوم من الأيام في درسه المبارك ألقى حسرة وشقشقة بقلبه على طلابه ينقلها أحد تلاميذه وهو الشيخ محمّد تقي الفقيه العامليّ حيث يقول:

«كان مرة يدرسنا في المسجد الواقع في الساباط من جهة الرأس الشريف، وكان عددنا يومئذ يقارب الثلاثين طالباً، وأكثرهم من أهل الفضل، فذكر لنا مسألة وأوضحها، ثم أعادها مرة أخرى، فلم يعترض عليه أحد.

ثم جال نظرة في الجميع وقال: هل ترون خللاً في هذا المطلب؟
فأجبنا: بأنه مطلب متين لا خلل فيه.
وأظن أنه أعاده علينا مرة أخرى واستفهم منا عن صحته وفساده، فأجبنا بصحته وجرايانه على الموازين العلمية.

وبعد موافقة الطلاب على اختلاف مراتبهم في الفضل تأفف تأففاً شديداً وتذمر تذمراً بيناً ثم قال: مع الأسف أن الناس تنظر إلى من قال لا إلى ما قيل!

ثم قال: كنت مرة في مجلس عرس لبعض أرحامي، فجرت مذاكرة علمية حول هذا موضوع، فتكلمت بهذا الكلام نفسه، فكان جزائي ممن قررت بمحضره هذا المطلب التبكيت والتحقير والاستخفاف، وخجلت أمام هذا الملأ من أرحامي خجلاً شديداً، وكان في المجلس من يستطيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكنت أنتظر منه أن يخفف ما بي من الحياء فلم يفعل!
وكل ذلك لأن سني ومكانتي في ذلك اليوم لا يساعدان على الاهتمام برأيي العلمي إذا كان على خلاف مرتكزاتهم أو على خلاف معلوماتهم أو خلاف رأي مشهور».
أخترنا لك
دعاء ادخله الجنة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة