احمد علي الحلي
مرّ اليوم ذكرى وفاة الشيخ آقا بزرگ الطهراني (ره)، وجهوده العظيمة لا
تنسى ولا يعرف فضلها إلّا من عاش معه جسديّا وروحيًّا، وخصوصًا من سلك
كتابة فهارس المخطوطات بالدرجة الأولى، والتحقيق بالدرجة الثانية،
وكتابة التراجم بالدرجة الثالثة.
استدركت على الذريعة في جزء واحد، مطبوع، احتوى على (٥٠٠) استدراكٍ
وتعليقٍ.
وكلّ استدراك منه كان يأخذ من الوقت نصف ساعة إلى ثلاث ساعات، وكنت
اتعجب حينها كيف كتب الشيخ الطهراني (ره) كتاب الذريعة والطبقات مع
عدم الإمكانيات والوحدة ومحاربة أهل الفن.
ورأس ذلك همّته، وعزمه الذي لا يتوقف، فعندي من الاستدراكات
والتصحيحات على الذريعة نحو ألف، ولكن تنقصني الهمّة والعزيمة
والانشغال بالفهرسة التي يعلم فائدتها أهل الاختصاص والتحقيق، خصوصًا
في بلد العراق الذي يتصور البعض أن جميع مخطوطاته تلفت واندثرت وذهبت
مع الريح.
فسلام على ذلك العلم العظيم، الذي ظهرت عظمته في هذا الوقت، فرغم
الإمكانيات الموجودة المادية والمصادر الخطية والمطبوعة لم يأت فرد
بما أتى به الشيخ رحمه الله، ولا المراكز ولا المؤسسات، وأنى لهم
بذلك.
فالتوفيق والإخلاص والغيرة على المذهب وترك الدنيا كان لا يفارق ذلك
العلم العظيم، صنيعة الجبل السرمدي، الشيخ النوري رحمهما الله تعالى
وقدس سرهما، وأصل ذلك الأثر مدينة العلم، النجف الأشرف على ساكنها
آلاف التحية والسلام.