عمّك ما يرضى!

2023/04/22

 من العادات في النجف الأشرف إذا دخل أحد العلماء إلى مجلس فاتحة فإن قارئ القرآن يستعيد قراءة الفاتحة تكريماً لقدوم العالم.

ومن العلماء الذين يستحقون أن يستعيد القارئ قراءة الفاتحة لقدومهم هو الفقيه النبيه، والعالم العيلم الشيخ حسين الحلّيّ [المتوفى ٤ شوال ١٣٩٤هـ] أستاذ الفقهاء وأغلب المراجع المعاصرين.

ولكن هذا الشيخ كان متواضعاً وترابياً إلى أبعد الحدود، فقد أوصى قارئ القرآن أن لا يعيد الفاتحة له إذا دخل إلى مجلس الفاتحة!

نقل السيّد محمّد بحر العلوم أنه قال بخصوص هذه القضية:
«الشيخ الحلّيّ من العلماء الذين يستحقون استعادة الفاتحة كما هو المألوف لأقرانه، ولكن ذلك القارئ ما كان يقوم بهذه المهمة، فاستهجنت منه هذا الموقف وقرّرت أن أستفسر عن السبب، فالتقيت به مرّة فاستوقفته وسألته عن السبب، فقال بكلّ صراحة: عمّك ما يرضى بذلك!».

هكذا يروض العلماء نفوسهم، وهكذا يجاهدونها.

ينظر:
دراسة عن حياة الشيخ حسين الحليّ [المطبوعة بمقدمة موسوعة أصول الفقه للشيخ الحليّ]: ص٨٦.
أخترنا لك
مركزُ تراث البصرة ودورُه في إحياء تراثها وتسليط الضوء عليه

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة