مَن يكون في العيد المقبل حيّاً!
2023/04/22
نقل الشيخ الثقة الجليل الثبت الحرّ العامليّ [المتوفى١١٠٤هـ] في
كتابه إثبات الهداة قصّة حصلت معه:
إنا كنّا جالسين في بلادنا في قرية مشغرة في يوم عيد، ونحن جماعة من
طلبة العلم والصلحاء، فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يكون من
هؤلاء الجماعة حيّاً، ومن يكون قد مات؟
قال لي رجل اسمه الشيخ محمد، و كان شريكنا في الدرس: أنا أعلم أني
أكون في عيد آخر حيّا، وفي عيد آخر و عيد آخر إلى ستّ وعشرين سنة.
ويظهر منه أنه جازم بذلك من غير مزاح، فقلت له: أنت تعلم الغيب؟
فقال: لا، ولكن رأيت المهدي عجل اللّه فرجه و صلّى اللّه عليه في
النوم، وأنا مريض شديد المرض، فقلت له: أنا مريض وأخاف أن أموت، وليس
لي عمل صالح ألقى اللّه به.
فقال: لا تخف، فإن الله تعالى يشفيك من هذا المرض، ولا تموت فيه، بل
تعيش ستا وعشرين سنة.
ثم ناولني كأسا كان في يده، فشربت منه، وزال عنّي المرض، وحصل لي
الشفاء، و أنا أعلم أن هذا ليس من الشيطان.
فلمّا سمعت كلامه كتبت التاريخ، و كان سنة ١٠٤٩هـ، ومضت لذلك مدّة
طويلة، وانتقلت إلى المشهد المقدس سنة ١٠٧٢هـ، فلمّا كان السنة
الأخيرة، وقع في قلبي أن المدّة انقضت، رجعت إلى ذلك التاريخ و سنته،
فرأيت قد مضى منه ست وعشرون، فقلت: ينبغي أن يكون الرجل مات، فما مضت
إلاّ مدّة نحو شهر، أو شهرين، حتى جاءتني كتابة من أخي، وكان في
البلاد، يخبرني أن المذكور مات.
ينظر:
- إثبات الهداة: ج٥، ص٣٤٠.
- تكملة أمل الآمل: ج١، ص٣٠٠-٣٠١، الترجمة ٣٢٥.