الشيخ الجورقاني الهمداني النجفي........ في سطور....

2023/04/02



هو الشيخ شيرمحمّـد بن صفرعلي بن شيرمحمّـد الجورقاني ، الهمداني مولداً ، والنجفي مسكناً ومدفناً.

وُلد رحمه الله في المحرّم من سنة ١٣٠٢ هـ في قرية «جورقان» الواقعة على بعد فرسخ من مدينة همدان في الطريق إلى طهران.

هاجر الشيخ إلى النجف الأشرف في ربيع الأوّل من سنة ١٣٣٨ هـ ، وسكنها في ما بقي من حياته ؛ إذ توفّي بها في ٢٨ جمادى الآخرة من سنة ١٣٩٠ هـ عن عمر ٨٨ سنة.
وكان له في النجف بيتُ بسيطٌ جدّاً ، يعين فيه زوجته في أُمور البيت لمِا أصاب رجلها من وجعٍ أعجزها عن المشي.

وكان رحمه الله مولعاً بمساعدة الفقراء والضعفاء مع ما كان عليه من العسر في حياته.

وكان رجلاً متواضعاً في لقائه بالناس ، يلتقي بهم بانطلاقة وجه وبشاشة ، وكان من دأبه السلام على غيره متقدّماً وكان لا يترك المصافحة.

وكان دقيقاً في جميع أُموره ، ولا يقدم على عمل إلاّ بمبانٍ دينية واعتقادية وأخلاقية ، كما كان في كلامه وكتابته دقّة وظرافة خاصّة ، وكان جيّد الخطّ أيضاً.

وقد حضر في النجف على بعض علمائها يومئذ ، كـ : آية الله العظمى الشيخ ضياءالدين العراقي ، آية الله العظمى الميرزا حسين النائيني ، الشيخ علي أصغر الخطائي ، السـيّد محمّـد الفيروزآبادي ، والشيخ مهدي المازندراني ، وحضر في الرجال على السـيّد أبي تراب الخوانساري ، وحضر بحثه في الفقه أيضاً ، وقد حاز من كلّ ذلك القسط الوافر ، وبلغ درجة الاجتهاد.

فكان في مستوىً عالٍ من العلم والتحقيق ، حاملاً للقرآن ، حافظاً
للأخبار ، متبحّراً في العقائد والأخلاق ، ورغم دراسته الفقه وأُصوله وتعمّقه فيهما إلاّ أنّه تركهما وولع بإحياء التراث الحديثي والعقائدي.

وكان من فتاواه : جواز التقليد الابتدائي للميت ، كفاية الأغسال المستحبّة عن الوضوء ، عدم وجوب الخمس في عصر الغيبة ، وجوب صلاة الجمعة ، عدم جواز التصوير حتّى بالكاميرا..... 

من تلامذته : الشيخ سيف الله النورمحمّـدي ، الشيخ محمّـدجواد المظفّر ، والشيخ معراج الشريفي.

وكان رحمه الله يدرّس اللمعة في أوّل الأمر ، واشتغل ببحث الخمس وصلاة الجمعة والحجّ ، وكان كثير الموعظة لطلابه في درسـه أيضاً.

له إجازة في الرواية عن أُستاذه السـيّد أبي تراب الخوانساري ، وعن العلاّمة الشيخ آغا بزرك الطهراني... 

كان الشيخ الهمداني رحمه الله من أصحاب الروحيات المعنوية ، شاكراً مديماً للذكر ، مواظباً على المستحبّات وكذلك الزيارات ، ومن البكائين في الدعاء والزيارة.

ينظر إلى الكتب الحديثية بتقدير خاصّ ، ويحترمها مثل القرآن ، حتّى أنّه يقرؤها بالتجويد.

وفوق كلّ ذلك كان شديد المحبّة لآل البيت النبوي : ومتصلّباً في ولائهم ، كلّما ذكر اسم مولانا أمير المؤمنين رحمه الله يجري دمعه ويبكي على مظلوميته كثيراً.

وكان يزور أمير المؤمنين عليه السلام كلّ صباح بخضوع ، وكلّما دخل الصحن الشريف اشتغل بالمناجاة مع مولاه أمير المؤمنين عليه السلام إلى حدٍّ يغفل فيه عن من حوله ، وكان يجلس في الاِيوان قبال الضريح المقدّس ويشتغل بزيارةٍ «أمين الله» بخضوع وبكاء يغبطه به الّذين يمرّون عليه وهو في تلك الحالة.

كان ممّن يواظب على الذهاب إلى كربلاء لزيارة الاِمام الحسين عليه السلام في كلّ ليلة جمعة ، ومن عادته في كلّ سنة أن يسافر إلى كربلاء والكاظمية وسامرّاء ، يبقى في كلّ منها عشرة أيام.

وزار مرّة واحدة عمشهد الرضا عليه السلام عن طريق البصرة وعبادان ، وزار في سفره هذا السـيّدة معصومة عليها السلام بقم ، ثمّ ذهب إلى مدينة همدان وأقام هناك عدّة أشهر ، وكان قليل السفر ، ولم يوفّق للحجّ.

انتقل الشيخ شير محمّـد الهمداني إلى جوار رحمة ربّه في ٢٨ جمادى الآخرة من سنة ١٣٩٠ هـ بالنجف الأشرف ..

وقد يذكر في تاريخ وفاته سنة ١٣٨١ هـ......ونقل عن زوجته أنّها قالت : صلّى الشيخ العشائين على سطح داره ، ثمّ نزل وغسل يده وجلس على المائدة ووضع إصبعه في الملح وقال : «بسم الله الرحمن الرحيم» فوقع على الأرض ولم يتحرّك بعد.

وأقيمت له مجالس الفاتحة من قبل العلماء ، وخاصّة آية الله العظمى السـيّد الخوئي (رض).
أخترنا لك
معرفة المصادر

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة