يقول الحاج حسين الشاكري [رحمه الله]:
حدثني شيخي وأستاذي العلامة الأميني ( قدس سره ) بتأريخ 1385 ه = 1964 م بالنجف الأشرف ، قائلا :
رأيت فيما يرى النائم كأني دعيت إلى حضور حفلة استقبال عظيمة في محل عام واسع ، كأنه مسجد الكوفة ، ولما حضرت الاجتماع وأشرفت على محل الاحتفال ، وجدت آلاف المدعوين جالسين على الأرض ، بعضهم في حجر بعض من شدة الزحام ، وكأن على رؤوسهم الطير ، ولا يمكن زحزحة أحدهم قيد أنملة . وشاهدت في صدر المجلس منصة ترتفع عن رؤوس الجالسين قليلا ، وكان عليها خمسة كراسي جلس عليها خمسة أشخاص ، في الوسط سيد جليل القدر مهيب الجانب يشع من وجهه نور ساطع ، وإلى يمينه رجل كهل ممتلئ الجسم ، مربوع القامة ، كث اللحية ، ذو هيبة وحيوية ووقار ، وإلى جانبه شاب جميل الصورة نوراني الطلعة ، وإلى يسار السيد الجليل سيدة مبرقعة الوجه متوشحة بلباسها ، وإلى جانبها شاب جميل الصورة نوراني الوجه ، كما رأيت خلفهم رجلا طويل القامة ، أسمر الوجه ، مشرب بحمرة ، ذا عينين براقتين حادتين ، وعلى رأسه قلنسوة هرمية كأنه لباس أهل تركستان .
تصورت - عند ذلك - أن السيد الجليل هو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الجالس في
الوسط ، والجالس إلى يمينه الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وإلى جنبه الإمام
الحسن ( عليه السلام ) ، والجالسة إلى جنب السيد الجليل هي السيدة الطاهرة فاطمة
الزهراء ( عليها السلام ) ، وإلى جنبها الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، والواقف خلفهم هو مولاهم قنبر.
لا يزال الحديث لسماحة العلامة الأميني ( قدس سره ) ، قال : فلما أشرفت على محل الحفل قام الكهل - الذي حسبته الإمام عليا ( عليه السلام ) - من على المنصة وأشار إلي بيده واستدعاني من دون الناس ، فتوجهت إليه أتخطى رقاب الجالسين ، محاذيا الجدار حتى صرت خلف المنصة ، ولما أردت الصعود قامت السيدة - التي حسبتها فاطمة الزهراء - وأدارت ظهرها للجالسين واستقبلتني ، رافعة البرقع من على وجهها النوراني ، ولما رأيتها صعقت وأخذتني الرجفة ، واستيقظت من نومي فزعا مرعوبا ، وكان ذلك قبيل الفجر بقليل .
الحديث لا يزال لسماحة العلامة الأميني ، قال :
ثم قمت من فراشي لأسبغ الوضوء استعدادا للصلاة والعبادة ، ولكني ما زلت ذاهلا مرتبكا من جراء الحلم ، وقد أخذ مني كل مأخذ ، حتى طلوع الشمس ، عند ذلك ارتديت ملابسي وخرجت قاصدا أحد العلماء من أصدقائي ، له اطلاع بتفسير الأحلام ، فقصصت عليه ما رأيت في المنام " الحلم " ، وبعد الانتهاء ، من حديثي تبسم ، وقال : أبشر سوف تصاهر السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وتتزوج إحدى بناتها .
وفعلا تحقق الحلم ، بعد فترة قصيرة سافر العلامة الأميني إلى إيران وتزوج العلوية بنت المرحوم آية الله السيد علي الخلخالي ، وأنجب منها أولادا صالحين .
بعد أن استمعت القصة كاملة من سماحته ، قلت له مازحا ومعلقا : شيخنا الجليل ، كل خدماتك التي قمت بها لا تشفع لك عند أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) حتى تصاهرهم وتتزوج ابنتهم ، فتبسم سماحته وعرف مغزى تعليقي ومزاحي .