بقلم/د.عائشة سلمان آل ثاني

التعليم المُبكر في قطر إلى أين يسير، أو ما هو اتجاهه، هل هناك خُطة عمل تسمح بانتقال هذه المرحلة الحساسة إلى بر الأمان؟

قد تسأل: لهذه الدرجة يا دكتورة؟ لماذا، وماذا حدث أو يحدث؟ هذه مرحلة زرع قيم تربوية قبل أن تكونَ تعليمًا واكتسابَ لغات.

مرحلة تتشكل لدى الطفل المفاهيمُ المُختلفة التي قد تجعلك تفكر كيف تتعامل معه، فهو يأخذ من هنا وهنا، المجال مفتوح وليس فقط أنت من يربي.

يلعب التعليم المُبكر دورًا كبيرًا فهو أساس ويؤسس، لا نريد أن نعتبره مرحلة وتنتهي، التعليم المُبكر كالبيت إن كان أساسه ضعيفًا سيقع عليك وعلى من حولك، بل هو أكبر لأنه سيؤثر على المُجتمع بأسره.

الطفل في هذه المرحلة يمتص كل جديد، ويحب المُغامرة، لذلك يحتاج الأمر لجهد وتخطيط، لا تخبيط، في خُطة واضحة وصريحة.

إن مرحلة التعليم المُبكر في قطر الحبيبة مسؤولية تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، والأسرة والمُجتمع.

تهتم الوزارة مشكورة بضرورة توافر المُدرسين الأكْفَاء لهذه المرحلة، حبّذا توفير منهج مُعد يخدم الطفل في المُجتمع القطري.

توفير الرعاية اللازمة للطفل من أول يوم يدخل فيه الروضة إلى خروجه في حافلة الروضة دون أن يتعرضَ إلى إهمال أو نسيان أو ضرر.

الأسرة أهدت الوزارة فلذات الأكباد، لتعمل كل ما في وسعها من حيطة وحذر، لماذا ننتظر حتى يحدث الضرر؟ لماذا لا نكون مُستعدين؟ الخطة ليست فقط توفير الناقص بل أيضًا دراسة كل ما يحيط حتى لا نقع في أخطاء، مثل: إهمال طفل، التنمر على طفل، عدم وجود مُعلمات بمواصفات تخدم المرحلة، عدم مُشاركة الأسرة.

إن التعليم المُبكر بحاجة إلى تنسيق من أول ركوب الطفل الحافلة مع موظفين مسؤولين مُدربين على درجة عالية من تحمّل المسؤولية تصل لدرجة الغليان، وليس واحد تحت الصفر من برود وسوء تخطيط.

لماذا لا تكون هناك دورات إسعافات نفسية أولية؟ لماذا لا تكون هناك دورات لسائق الباص عن مهارات التعامل مع طفل المرحلة وكيفية الحفاظ عليه ؟، نأتي إلى المناهج الخاصة: لماذا لا يوجد منهج خاص بالوزارة، يُعد بشكل صحيح ويخدم الرياض الأخرى، لماذا لا تكون هناك قصص من إنتاج وزارة التعليم لهذه المرحلة؟

التعليمُ المُبكرُ أساسٌ، تعتمد عليه باقي المراحل الأخرى وينعكس في كل شيء يحيط بالطفل من سلوك وعلاقات ودراسة مُستقبله، بل وعلاقات أسرية، ومن المُهم أن نعرفَ أنَّ التعليم المُبكر ليس فقط ملء عدد ساعات حتى تعود الأم من العمل، بل هو عمل مُشترك بين الروضة والأسرة مثله مثل باقي المراحل الأخرى بل وأكثر.

دكتوراه في الإرشاد النفسي