لماذا؟ …. أهمية مقارعة الحُجَّة بالحُجّة

2022/10/13

بقلم /فريدة العبيدلي

سبقَ أنْ تطرَّقتُ في مقالة نشرت في جريدة الراية بتاريخِ 3 نوفمبر 2020 إلى أهميَّة مقارعة الحُجَّة بالحُجَّة في عالم الكبار، وأشرت فيها إلى ضرورة الارتقاء بأسلوب الحوار بينهم عند قضايا الاختلاف في الرأي، بدلًا من استخدامهم أساليب السبّ والشتْم وتبادل الاتهامات، التي تطالعنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأشرت في المقالة ذاتها إلى أهمية تدريب أجيال المستقبل على مقارعة الحجة بالحجة، كونهم أصبحوا أكثر وعيًا وتواصلًا مع العالم الخارجي من خلال استخدامهم مواقع السوشيال ميديا في التواصل، ما أكسبهم القدرة على النِّقاش القائم على الأدلة والبراهين والمصداقية المصاحبة لطفولتهم الغضَّة البريئة.

ولتعزيز هذه المهارات في هذا الجانب الحياتي المهم الذي يفرضُه عالمُ اليوم بتناقضاته وصراعاته وتحدياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، يحتاج أبناؤُنا لغرس قيم مهارات مقارعة الحجة بالحجة للدفاع عن حقوقهم وحماية أوطانهم في سنٍّ مبكرة، ويتأتى ذلك بتضمين المناهج التعليمية والأنشطة التربوية مهارات المناظرة القائمة على الحجج والبراهين والأدلة العلميَّة لإقناع الآخرين بصحة رأيهم في أي قضية اجتماعية أو دينية أو سياسية أو علمية يناقشونها.

ويتطلب التدريب على هذه المهارات البدء بها من مراحل التعليم الأولى حتى الجامعة، ليتشرَّبَ الطفل هذه المهارات وتصبح سلوكًا تلقائيًا يتعامل به في أية قضية شائكة تتطلب منه توضيحًا وبراهينَ وأدلة، لإعداد جيل قادر على التعامل مع ما يشهده عالم اليوم من صراعات مختلفة تناقش قضاياها في المحافل الدولية وأروقة الأمم المتحدة، من خلال مقارعته الحجة بالحجة للدفاع عن حقوق الأوطان والأمتَين العربية والإسلامية.

أخترنا لك
جرح هامة يعسوب الدين

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة