إسرائيل تخيّر عباس بين «الاجتياح» أو «اعتقال المسلحين»

2022/09/28

جنرال سابق يدعو إلى «إماتة» السلطة لفشلها في السيطرة على الضفة

بعثت أجهزة الأمن الإسرائيلية رسالة تهديد مباشرة للسلطة الفلسطينية، بإعادة احتلال المدن، تزامناً مع عمليات اعتقال واسعة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وعمليات قتل وإصابات كثيرة، رغم المحادثات الودية التي بادر إليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، ووزير الدفاع بيني غانتس، مهنئاً إياهما بحلول رأس السنة العبرية.

وحسب مصادر مطلعة في تل أبيب، فإن الرسالة الإسرائيلية وضعت أمام السلطة الفلسطينية خيارين «إما أن تتحركوا ضد الخلايا الفلسطينية المسلحة التي تعمل ضدنا وتتشكل من عناصر في حركة فتح وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وإما أن نقوم بعملية اجتياح كبيرة لمناطق السلطة وننجز نحن المهمة من دونكم».

وأضافت المصادر أن أجهزة الأمن الإسرائيلية أوضحت أن العمليات التي تقوم بها في الشهور الأخيرة تعد بسيطة مع ما يمكن أن ينفّذ حالياً. وقالت إن ما فعلته القوات الإسرائيلية في جنين (الأربعاء) وأدى لمقتل أربعة فلسطينيين مثال على شكل التصعيد المقصود.

وكان الرئيس الفلسطيني قد أجرى مكالمة هاتفية مع هرتسوغ (الثلاثاء) وغانتس (الاثنين)، وفي حين ركزت السلطة الفلسطينية على «تهنئة» عباس، شدد الجانب الإسرائيلي على أن المحادثة تناولت «الأوضاع الأمنية» و«تعزيز التنسيق الأمني». وجاء في بيان مقتضب صدر عن ديوان الرئيس الإسرائيلي أن هرتسوغ شدد في المحادثة على ضرورة الحفاظ على علاقات الجوار وتعزيزها بين الشعوب، وأهمية الجهود المشتركة لتهدئة ووقف العنف والقوى المتطرفة. كما ذكر البيان أن عباس وهرتسوغ أعربا في حديثهما «عن أملهما في زيادة التعاون المدني والأمني في العام (العبري) الجديد واستعادة الهدوء الأمني للجميع».

ولكن الأحداث على الأرض، اتخذت شكلاً ومضموناً معاكسين أرفقها مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، بلهجة عدائية وتهديدات. فقال نائب وزير الدفاع ألون شوستر إن إسرائيل استطاعت «كسر موجة الإرهاب التي بدأت قبل نصف عام وإن غالبية السكان الفلسطينيين لا ينجرّون لممارسته»، موضحاً أنها ترى أهمية استقرار السلطة الفلسطينية لأمن إسرائيل والفلسطينيين وأهمية الحفاظ على التواصل مع أجهزتها الأمنية، «لكن من أجل ذلك، عليهم أن يقوموا بواجبهم في ردع شبابهم عن مهاجمتنا». وشدد شوستر على أن عدداً من الشبان الذين يبادرون إلى عميات عسكرية ضد قواته هم من أبناء الضباط في أجهزة الأمن الفلسطينية الذين ينتمون لحركة «فتح» ويتعاونون مع جميع الفصائل.

وقال القطب الليكودي يواف غالانت، إن «عملية اجتياح كبيرة باتت على الأبواب»، مهدداً بأن إسرائيل تقترب من اللحظة، حيث ستضطر إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في يهودا والسامرة (الضفة الغربية). ودعا الوزراء الإسرائيليين إلى الامتناع عن لقاء رئيس السلطة محمود عباس «لأنه ينكر الهولوكوست ويعمل ضد المصالح الصهيونية»، حسب تعبير غالانت الذي كان وزيراً في حكومات بنيامين نتنياهو وخدم في الجيش الإسرائيلي (قائد لواء الجنوب)، وعُين رئيساً للأركان، لكن الحكومة تراجعت عن تعيينه بعد 24 ساعة لأن الصحافة كشفت قصة فساد تخصه.

ودعا العميد في جيش الاحتياط والقائد السابق للعمليات في اللواء الجنوبي للجيش هرئيل كانفو، إلى تحطيم السلطة الفلسطينية و«إماتتها بـإبرة قتل الرحمة». وقال إن المعالجات الموضعية للعمليات الفلسطينية ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين غير كافية ولا يمكنها أن تحل المشكلة. ورأى أن الشباب الفلسطيني يُظهر جرأة غير معقولة في مواجهة الجنود، بإقامتهم الكمائن لجرهم إلى مواجهات يحددون هم اتجاهها كأنهم جيش حقيقي. وفي حديث إذاعي، قال كانفو، إن مثل هذه التطورات تشير «إما إلى أن السلطة الفلسطينية تشجع هذه العمليات وتعدها مقاومة شرعية، وإما إلى أنها عاجزة عن مواجهتها. وفي الحالتين تجب معاقبتها والتخلص منها. إنها عملياً تنازع. ولا يجوز لنا أن ننقذها بحقنة الإنعاش».

واقترح أن تبدأ هذه العملية في المنطقة الشمالية من الضفة الغربية في جنين. وقال: «يجب أن نعيد احتلالها من جديد ونصفّي كل دوائر السلطة الفلسطينية هناك، ونتولى نحن الحكم ونريهم ماذا سيحدث لنابلس ورام الله. فإما أن يستوعبوا الدرس ويغيروا نهجهم وإما أن نوسع نطاق التجربة لكل أنحاء الضفة الغربية».

أخترنا لك
الهِر «لاري»... 10 سنوات من الحكم في «داونينغ ستريت»

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة