طبيعة حياتنا مليئة بالكثير من الأحداث لذا نحاول العمل في هذه الحياة جاهدين طوال هذه الساعات والأيام والشهور والسنين التي تأخذنا إلى طرق عديدة متفرِّعة لا نعلم إلى أين ستأخذنا، ولكن الشيء الوحيد الذي نعلمه أننا نسعى ونجتهد لنجعل حياتنا أفضل، ومن ثم نظل على أمل أننا سنحقق ما نطمح أو ما نحلم به يومًا ما، ونمضي بهذه الحياة في محاولات وانجرافات ونركز بشكل عميق جدًا، فيما نحاول الوصول إليه لنجعل حياتنا الشيءَ الذي نريده، وفي الكثير من الأحيان يصل بنا المطاف إلى أننا قد نضحي ببعضٍ من الأحلام والأمنيات من أجل شيء أهم أو بمعنى أصح نجعل ذلك على الجانب أو الهامش قليلًا بعض الوقت إلى أن يأتي أوانه أو يكون في الوقت الصحيح الذي يتزامن مع مجرى حياتنا أو الطريق الذي نودُّ الوصول إليه. أحيانًا قد يطول أمر ونضع أحلامنا وأمنياتنا في قائمة الانتظار بشكل طويل جدًا، وننسى أن هنالك أمنية وضعناها أصلًا بسبب مشاغل الحياة الأهم، وتمر السنون وراء السنين إلى أن نكبر بالسن ولكن سعينا لما تريد الحياة وليس ما نريده، فهناك فرق.. حاولنا جاهدين للوصول ووصلنا ولكن وصلنا للشيء الذي تريده الحياة منا ولم نصل للشيء الذي نريده.. للأسف مجرى الحياة أخذنا بشكل كبير ونسينا أننا أيضًا لدينا أحلام وأمنيات نودُّ أن نحققها ولو كانت شيئًا بسيطًا أو قد تكون كبيرة، المهمُّ أننا من الممكن أن نحققها وللأسف عندما نزداد عمرًا أو نقول لأنفسنا: إن الحياة قد أخذتنا وشغلتنا بأمور أخرى ونسينا أهم شيء بأن نحقق ما نودُّه من أعماقنا، ولكن نكابر بعض الشيء في أننا قد وصلنا لمرحلة لا نستطيع تحقيق هذه الأمنية أو الحلم، فنقول: قد فات الأوان، ولكن في الحقيقة لم يفت الأوان بعدُ، فما دام أنك حي ترزق ستستطيع أن تحلم وتفكر بحلمك وأمنياتك وتحققها، وإن باتت بسيطة، المهم أنك ستسعد وتفرح إن حققتها وتشعر بفخر وشجاعة أنك حققتها، وتستمر في تحقيق ما تود تحقيقه، الحياة لن تقف وإنما مستمرة، فلا تضع بعقلك أنك قد فاتكَ القطار، والحياة والكبر أتعباني وأنني قد انتهيت، بل فكر أن هذه الأمنية نتائجها تكون سعادة وفرحة تريدهما على وجهك، وهنا تعرف معنى أن يكون لديك حلم أو أمنية، ولم يكن الكبر عائقًا لتحقيق أحلامنا وأمنياتنا، صحيح أن هذه الأهداف قد تكون بسيطة لأبعد الحدود، ولكن سعيت في تحقيقها، وسعدت بأنك حاولت وحققتها.