لماذا؟.. الحقيقة تبحث عن الحقيقة

2022/06/07

لماذا أصبحت الحقيقة في وقتنا قيمة نادرة، سؤال كان محور تساؤل في لقاء أسري جمع بعض الإخوة والأخوات، طرح فيه بعض الموجودين مواقف حياتية اكتشفوا من خلالها أن محدثهم -أو محدثتهم- ابتعد في حديثه عن الحقيقة، باتباع أسلوب اللف والدوران والكذب الأبيض غير المؤذي -كما يصفونه- الذي أصبح هو الغالب في التعاملات الحياتية اليومية على مستوى الأسر، الأصدقاء، بيئات العمل، التعاملات التجارية، حتى طالَ البعدُ عن الحقيقة بعضَ ما ينشر من أخبار وأحداث على بعض وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي، ممارسات أصبحت في عالمنا شبه مألوفة يمارسها البعض على أنها شيء طبيعي يتطلبه واقع الحياة ومستجداتها، حتى أصبح البُعد عن الحقيقة عاديًا بالنسبة لهم على اختلاف شخصياتهم، ومناصبهم وأعمارهم وأدوارهم الاجتماعية، ما يجعل الحقيقة قيمة نادرة، الباحث عنها كالباحث عن إبرة في كومة قش.
يبرر بعض الناس شيوع صفة الكذب المغلف باللف والدوران بأنه من باب المجاملات الاجتماعية المحببة الوقع على النفس، لأن الحقيقة في حد ذاتها مؤلمة ومُرّة ووقعها قاسٍ على النفس، ويسوقون لذلك الأمثلة المبررة من واقع الممارسات الحياتية بقولهم:
هل يستطيع أي منا تقبل سماع كلمة تحمل في ثناياها صفة سلبية مكروهة قبيحة المعنى؟ كأن يقول شخص لآخر أنت حرامي، نصاب، كاذب حتى لو كانت هذه الصفة حقيقة واضحة في سلوكياته وتعاملاته مع الآخرين؟
لا شك أن سماعها مؤلم حتى لو كانت حقيقة، علقت إحدى الأخوات : الشخص الكاذب لا تعني له مثل هذه الكلمات شيئًا يذكر لأنه يكذب الكذبة ويصدقها، ويأخذ الكلام على أنه مزحة.
يلجأ البعض للكذب حتى في الأمور العادية المعروفة لدى الناس بدعوى الخصوصية، بإمكان أي شخص عدم الرد على أسئلة تدخل في نطاق خصوصيته بدلًا من تأليف كذبة تحسب عليه.
قد تكون الحقيقة مؤلمة وقاسية ولكن وقع اكتشاف الكذب على النفس أكثر قسوة وصدمة، وبالذات عندما يكتشف الإنسان أنه ضحية كذبة أثّرت على مجرى حياته في الدراسة، العمل، الزواج، المعاملات التجارية وغيرها من الأمور الحياتية، ما يفقده الثقة في الآخرين
نعيش زمنًا باتت فيه الحقيقة تبحث عن الحقيقة.

أخترنا لك
مجلس الأمن يمدد العقوبات المفروضة على اليمن عاماً إضافياً

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة