بقلم / طه الظاهري
يعرف الكثير وخاصة من أبناء العراق ان الشهيد عزالدين سليم كان قيادياً وداعيةً ومُفكراً سياسيا عبقريا بامتياز.
كذلك يعلمون أنه عمل في المعارضة ما يقارب من الثلاثين سنة من الجهاد والصبر ، وبذل جهود فكرية وسياسية وتنظيمية كثيرة من خلال عمله ضمن القادة المؤسسين لحزب الدعوة، وعمله في خارج العراق على جمع شمل المعارضة وتوحيد صفوفها.
تعرض لملاحقات ومضايقات ومحاولات استهداف كثيرة
عاد للعراق بعد الغزو الأميركي ، عاد وهو يحمل هدفا ومشروعاً مُستنيراً وهو بناء دولة ونظام بكل ما تعنيه الكلمة من مقومات الدولة والنظام الحديثين.
من هنا نرى أنه لم يكن هناك إصرار على تصفية الشهيد عزالدين سليم خلال فترة النظام السابق، لكن في المرحلة الانتقالية وهي مرحلة الاحتلال الأميركي وما تتطلبه هذه المرحلة من حاجة مُلحة للعقول المستنيرة والفكر المُتقد لوضع أسس وقواعد بناء نظام حكم يحقق آمال وطموحات الشعب العراقي المكبوت والمضطهد والتواق للعدالة والرفاه والتنمية.
وجود أصحاب الفكر المتقد والعقول المستنيرة يمثل عائقا أمام أطماع الإدارة الأمريكية ولوبيات الفساد السياسي وهواة المناصب وأعداء العراق .
وهذه الحال تنطبق على كل شعب وأمة يمر بفترة انتقالية حيث يحتاج لعقول تضع الأسس والقواعد لبناء دولة حديثة.
لذلك نرى أن المفكرين والمُنَظرين وأصحاب النظريات الصائبة والمشاريع الواعدة هم الأكثر استهدافا وتعرضاً للتصفية والإغتيال في المراحل الإنتقالية، ورأينا في اليمن كيف تم اغتيال رواد الفكر السياسي وجهابذة النظريات السياسية والمشاريع الواعدة للدولة الحديثة أمثال البروفيسور شرف الدين والمرتضى المحطوري والخيواني وجدبان وحسن زيد والشهيد الصماد.
كان المفكر الإسلامي العراقي الكبير المرحوم عز الدين سليم مثل غيره من المفكرين الأفذاذ حجر عثرة أمام الطامعين والمتربصين وهواة المناصب ويبدو أن الجميع أو ألأغلب قد أجمعوا رأيهم واتخذوا قرارهم بإغتيال الفقيد وتنفيذ جريمتهم النكراء بحقه وحق ثلة من رفاقه في السابع عشر من مايو ٢٠٠٤م.
رحل ابن البصرة البار الشهيد عزالدين سليم شهيدا نجيباً مخلفا ارثاً ثقافيا قرابة المائة مؤلف ومئات المحاضرات والندوات والمعارف الإنسانية وسيرةً خالدةً من الكفاح والجهاد والسعي الحثيث من أجل مصلحة وكرامة وعزة شعب العراق .
فسلامٌ عليه في الخالدين.
