تاريخ الأصول العربية القديمة

2022/05/08

ترجع نشأة العرب على شبه الجزيرة العربية، وكلمة العرب جمع كلمة عربي، وجموعها أعرب وعرب وعرب، ويرجع معنى أصل كلمة العرب إلى الماء الصافي الذي يجري بسرعة كما أنها تعرف بالإبانة، وسمى العرب بهذا الاسم؛ لأنهم عرفوا بأنهم أهل الفصاحة والبيان.

أصل العرب أول من جاء إلى هذه الدنيا هو سيدنا آدم عليه السلام، وكان أبناؤهم قد تكاثروا وعمروا الأرض إلى أن جاء سيدنا نوح من نسله وبعد ذلك حدث الطوفان المعروف الذي هلك معظم البشر، ولكن من تبقى منهم لم ينجب إلى أن أنجب سيدنا نوح ثلاثة أبناء وهما؛ حام وسام ويافث، واعتبر سام بأنه أب للعرب الذين اتخذوا الجزيرة العربية موطناً لهم. شاهد أيضًا: أصل العرب وأحوالهم في الجاهلية طريقة حياة العرب عاش العرب على حياة التنقل والترحال، فكانوا يسكنون بالخيام ويرعوا الإبل والأغنام، كما أنهم كانوا يعتادوا ركوب الخيل ويعتمدون على الصيد في تناول الطعام، بالإضافة إلى تناول الأغنام، وبدأوا يتوزعون بعد ذلك بين الأقاليم المطلة على المحيط الأطلنطي حتى اليمن وبعض المناطق المتطرفة من الهند من ناحية الشرق، فاستوطنوا الحجاز واليمن ونجد ومصر وأفريقيا بالإضافة إلى المغرب والكثير من المناطق الأخرى.

أنواع العرب بالتاريخ قام العديد من الرواة والنسابون بتصنيف العرب الموجودين على شبة الجزيرة العربية إلى ثلاثة أنواعهم وهما؛ العرب البائدة والعرب العاربة والعرب المستعربة. ويوجد أناس أخرى يقسمون العرب إلى أقسام أخرى مختلفة على حسب أصولهم وهم القحطانيون ويطلق عليهم قبائل قحطان وهم يسكنون اليمن. كما يوجد قبيلة عدنان؛ وهي تعد من القبائل العربية التي اتخذت من الحجاز موطناً لهم. ويوجد من يقول إن القبائل القحطانية التي اتخذت من اليمن مسكناً لهم، هم أصل القبائل العربية وبعد ذلك جاءت القبائل العدنانية منها وأخذوا يتحدثون باللغة العربية كالقحطانيون. فكان العرب قبل مجيء الإسلام لا يعرفون الكتابة، مما جعلهم غير قادرين على كتابة التاريخ، ولكنهم قاموا بحفظ هذه المعلومات بشكل شفهي عندما نقلتها قبيلة لقبيلة. وبعد ذلك تم تدوين هذه المعلومات على أيدي كبار المؤرخين بالعصر الإسلامي خاصة على أيدي ابن إسحق وهو من قام بتسجيل كل التواريخ والسيرة النبوية.

العرب البائدة تعتبر قبائل العرب البائدة هم من القبائل العربية التي عاشت منذ ملايين السنين، ولم يظل منهم سوى الأخبار الخاصة بهم والتواريخ التي عاصروها، وهؤلاء العرب لم يتركوا خلفهم أي فروع حتى عصر الإسلام. ويعود نسب العرب البائدة إلى إرم ولاوذا وهو من أبناء سيدنا نوح عليه السلام، وهذا باستثناء قبيلة جرهم الأولى والتي ترجع إلى نسب عابر ابن سيدنا نوح عليه السلام، وقال ابن خلدون أن هذه القبائل تعد من أولى أجيال العرب. ومن أهم أسماء قبائل العرب البائدة وهم عاد وثمود وجديس وأميم وقبائل أخرى ذكر أسمها بالقرآن الكريم والتي كذبت دعوى الرسل والأنبياء كقوم عاد وثمود. فقوم عاد جاءوا في عهد عاد بن عوص بن إرم بن نوح، فكانوا يستوطنون بمنطقة الأحقاف وهي منطقة موجودة بين اليمن وعمان بجزيرة حضرموت. وبالنسبة لقوم ثمود فهم ينسبون إلى ثمود بن غاثر بن إرم بن نوح، وكانت قد اتخذت منطقة الحجر موطناً لها، بالإضافة إلى وادي القرن بشمال الجزير العربية الموجودة بين الحجاز وجنوب الشام.

العرب العاربة العرب العاربة ينتمون إلى القبائل العربية القحطانية التي تنتسب إلى قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. تم انتقال اللغة العربية إليهم من خلال العرب البائدة الذين تعرضوا للهلاك، بالإضافة إلى تعلمهم للعادات والتقاليد منهم أيضاً. فأطلق عليهم عبد الرحمن بن خلدون بأنهم من الجيل الثاني من العرب، ومن خلالهم انتقلت اللغة العربية بالإضافة إلى العادات والتقاليد، والأحداث التي كانت موجودة بالجاهلية قبل الإسلام. وبالنسبة لأصل العرب من الجد قحطان، فهم ينتمون إلى أبنائه وهم يرب وجرهم بن قحطان، وبدأ هؤلاء الأبناء يتكاثرون حتى كونوا قبائل قحطان. وكانت هذه القبيلة قد اتخذت من اليمن موطناً لها، وكانوا يتحدثون باللغة العربية، ويقول بعض الرواة أن يعرب بن قحطان هو أول من تكلم باللغة العربية. ولكن يوجد بعض الاختلافات على من تحدث باللغة العربية أولاً قبيلة قحطان أم قبيلة عدنان، ولكن الأقاويل المشهورة هي أن قحطان من قامت بنقل اللغة العربية والعادات والتقاليد إلى قبيلة عدنان وغيرها من القبائل التي تتبعها.

العرب المستعربة ينقسم العرب المستعربة نحو ثلاثة أقسام وهم العرب العدنانية والمعديون والتراريون، وجميعهم ينتمون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وأطلق عليهم عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته الشهيرة بأنهم العرب المستعربة أو العرب التابعين للعرب، وهذا يرجع إلى أنهم ليسوا الأصليين وإنما هم مزيج منهم، وبعد ذلك أصبحوا منهم مع مرور الوقت. وذكر ابن خلدون أيضاً في مقدمته بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام لم يكن يعرف اللغة العربية، وإنما كان أعجمياً. وعندما أنجب سيدنا إسماعيل بالحجاز استطاع أن يختلط بالعرب، وتمكن من تعلم اللغة العربية. أما سيدنا إسماعيل فكان عربياً وجداً للعرب المستعربة التي كانت موجودة بالحجاز بالتحديد في مكة. وظهر دور مكة التي اعتبرت بأنها مهداً للعرب المستعربة، وأنجب سيدان إسماعيل في ذلك الوقت 12 ابن وهما؛ نابت وأدبيل وقيذار وبساك ومشمع وذوما ومسار وحراه وقيما ونافس وقدما وبطور. فجاءت القبائل العدنانية نسبة إلى نسل سيدنا إسماعيل عدنان، وكان من بين أبنائه وعك ومعد، حيث ذكر بعد الرواة أنه قد أنجب أولاد يتراوح عددهم من 20 إلى 15 وهناك من يقول إن عددهم 40، وبعد ذلك جاءت قبائل الحجاز من خلال القبائل المستعربة وهم كلهم من عدنان بن إسماعيل عليه السلام. وبعد ذلك جاء نسل الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يرجع إلى ابن عدنان، واسمه كاملاً هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نصر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وكان في هذه الفترة قبيلة قريش من القبائل المستعربة وهو من أسياد قريش، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد خرج منها وتكلم باللغة العربية الممزوجة المنطوقة باللهجة القرشية، والتي كان يتم التحدث بها بعد ظهور الإسلام وكان قد نزل القرآن الكريم باللغة العربية القرشية. القبائل العربية انقسمت القبائل العربية إلى قسمين وهما: عرب الجنوب: وهم يعرفون باسم اليمنيون أو القحطانيون ويتم تقسيمهم إلى قبائل وهما كهلان وحمير، ويندرج تحت كهلان قبيلة لخم وهمدان وكندة وطيء، أما قبيلة حمير فينقسم تحتها قضاعة وتنوخ وكلب. عرب الشمال: وهم يعرفون باسم الحجازيين أو العدنانيين، وينقسمون إلى قبيلة مضر وقبيلة ربيعة ويتم تقسيم قبيلة ربيعة إلى بكر وتغلب، ومضر تقسم إلى قبيلة قريش وقيس وكنانة وتميم. شاهد أيضًا: علم التاريخ عند العرب

 

أخترنا لك
أمير الكويت يصدر مرسوماً بتشكيل الحكومة الجديدة

(ملف)عاشوراء : انتصار الدم على السيف

المكتبة